شددت مصالح الدرك الملكي التابعة لسرية زايو والقيادة الجهوية بالناظور، الخناق على مافيات الاتجار في البشر والتهريب الدولي للمخدرات، من خلال ضربها حراسة أمنية مشددة على سواحل إقليمالناظور المطلة على الواجهة المتوسطية، وإجهاضها لمحاولات تهريب المخدرات والهجرة غير المشروعة. وأسفرت العمليات الاخيرة التي نفذتها مصالح الدرك الملكي، عن توقيف حوالي 300 مهاجر إفريقي من دول جنوب الصحراء، وهم بصدد تنفيذ عمليات الهجرة صوب الجزيرة شبه الايبريية، بالإضافة إلى حجز كميات مهمة من مخدر الشيرا تقدر بحوالي 3 طن وهي معدة للتهريب الدولي. وذكرت مصادر ، فضلت عدم الكشف عن اسمها، أن العمليات الامنية قادت إلى توقيف مجموعة من الاشخاص المشتبه تورطهم في تنظيم عمليات الهجرة والاتجار في البشر. وكشفت عن ان تدخلات مصالح الدرك، أسفرت عن حجز سيارات وقوارب مطاطية، ومعدات للهجرة، بالإضافة إلى كميات مهمة من البنزين المهرب. وشكل تدخل مصالح الدرك برأس الماء، السبت الماضي، ضربة موصوفة ب"الموجعة" لمافيات الاتجار في البشر، من خلال حجزها 3 دراجات مائية وقارب مطاطي، وتوقيف 12 شخصا من بينهم منظمين للهجرة السرية. وتأتي هذه التدخلات في إطار المجهودات التي تبذلها مصالح الدرك الملكي والرامية أساسا إلى التصدي لظاهرة الهجرة السرية ومحاربة الجريمة والاتجار في البشر والتهريب الدولي للمخدرات. وتضع مصالح الدرك الملكي أعينها على سواحل المنطقة على مدار 24 ساعة، وهو ما مكنها، اليوم الثلاثاء، من توقيف شخصين يشتبه إرتباطهما بشبكة للتهريب الدولي للمخدرات، وحجز حوالي 2.5 طن من مخدر الشيرا، بالإضافة الى 3 سيارات تستعمل في مجال نقل المخدرات. وكما تشن حملات تمشيطية واسعة على السواحل الواقعة بنفوذها، أمام تدفق المهاجرين الأفارقة الراغبين في تحقيق حلم الهجرة الى "الفردوس الأوربي"، أمام الحملات التي تشنها القوات العمومية بالغابات التي يتواجد بها مهاجرون أفارقة، وهم يدفعون إلى اختيار الهجرة عن طريق البحر. وتروم هذه العمليات الامنية، تشديد المراقبة وتضييق الخناق على مافيات الاتجار في البشر والتهريب الدولي للمخدرات، بمختلف منافذ الهجرة السرية المعتمدة على قوارب الموت، أمام تسجيل حالات غرق في صفوف "حراكة" مغاربة بالسواحل المغربية والجزائرية. وتجدر الاشارة، إلى أن موضوع الهجرة أًصبح متداولا بشكل كبير لدى شباب جهة الشرق، أمام تفشي ظاهرة البطالة وغياب فرص الشغل، بفعل وقف نشاط التهريب عبر الحدود المغربية الجزائرية المغلقة منذ سنة 1994، كون أن غالبية الشباب كانوا يتعاطون للتهريب المعيشي. وفي ظل غياب ذلك أصبح شغلهم الشاغل تحقيق حلم الهجرة إلى "الفردوس المفقود"، ناهيك عن المهاجرين الافارقة الذين قطعوا مسافات تقدر بحوالي 4000 كلم الى مدينة الناظور التي يطلق عليها جزافا "باب أوربا".