تتوفر جماعة أولاد داود الزخانين بإقليم الناظور على مؤهلات سياحية كبيرة سوف تجعل منها وجهة سياحية وطنية بامتياز إن تم استغلالها على أكمل وجه، لكن حين تغيب المخططات الاستراتيجية عن أصحاب القرار فإن المؤهلات التي تتوفر عليها هذه الجماعة يريد البعض تحويلها إلى نقمة. فقد علمنا أن المجلس الجماعي لأولاد دواد يعكف حاليا على إعداد نقطة سيدرجها في جدول أعمال دورة أكتوبر المقبلة، تتعلق باتخاذ حيز جغرافي من تراب الجماعة كمطرح للنفايات تستغله بعض الجماعات، ومنها السعيدية ورأس الماء، دون الأخذ بعين الاعتبار حجم المشاكل البيئية التي سوف تترتب عن مثل هذا القرار. في حقيقة الأمر نستغرب قصر تفكير القيمين على الجماعة الذين بدل أن يفكروا في وسائل أخرى لتنمية جماعتهم لجأوا إلى "أبشع" الطرق، ظانّينَ أنها فَتْحٌ تنموي يعود على أولاد داود بالربح، فيما الواقع أن مثل هذه القرارات لا يمكنها إلا أن تغرق حاضنة كبدانة بالأزبال. مطرح النفايات بأولاد داود يضرب في العمق مستقبل هذا الموقع الفتي والتواق إلى تنزيل المخططات التنموية الاستراتيجية، خاصة أن الجماعة يحدها نهر ملوية عالي الصبيب، وتُزَيِّنُها سلاسل جبلية توفر كافة شروط السياحة الجبلية، ناهيك عن قرب الجماعة من البحر وما يحتاجه من عناية بيئية، دون أن ننسى القرب من مصب نهر ملوية المندرج ضمن اتفاقية "رامسار" للمناطق الرطبة في العالم. كل هذا لم يخطر على بال القيمين على شؤون أيت داود أو تناسوا عمدا استحضاره وهم يخططون لإغراق الجماعة في الأزبال، فبدل التفكير في التنمية السياحية ارتأوا التفكير في "القذارة"، فسمحوا للسعيدية أن تطرح نفاياتها فوق جماعتهم بعد أن استأثرت بكل مخططات التنمية بالمنطقة. السؤال الذي نطرحه اليوم؛ كيف أغمض من يسير أولاد داود الطرف عن مخطط التنمية الاستراتيجي ولم يجد أمامه إلى أقصر الطرق لتحصيل المال المختلط بروائح قصور التفكير؟.. سؤالنا نابع من قناعتنا أن الجماعة كان عليها استغلال مبادرة وزارتي السياحة والبيئة، لتقدم لهما مشاريع مرتبطة بالسياحة الإيكولوجية، ولنا كمثال على ذلك؛ موقع كوروكو وموقع بني شيكر. ما تذهب إليه جماعة أولاد داود لن يؤثر على هذه الجماعة فحسب، بل سوف يؤثر على مدينة زايو التي على مسؤوليها الاحتجاج على إقامة مطرح نفايات بجماعة الجوار، خاصة أن المدينة تقع على مقربة من مطرح النفايات التابع لجماعة أولاد ستوت. هذا الأخير الذي يستنشق سد اعرابات المزود الرئيسي للمدينة من الماء الشروب غازاته السامة. على جماعة زايو أن تقف سدا منيعا ضد محاولة مسؤولي أولاد داود الذين يحاولون تطويقها بالأزبال، فلا يعقل أن تستنشق المدينة ذات الأربعين ألف نسمة هواء الأزبال سواء هَبَّتِ الريح من الشرق أو الغرب.