كشف تحقيق مصور لمجلة “باري ماتش” الفرنسية الطريق الجديد لتهريب الحشيش من المغرب إلى إسبانيا ومنها إلى أوروبا، رغم الرقابة الشديدة التي تنهجها الرباط ومدريد على هذا النوع من التجارة الممنوعة منذ 2018. طريق التهريب الجديدة تقر parismatch”” في تقرير ترجم بعض فقراته “عربي21“، بوجود مراقبة شديدة يخضع لها الطريق المؤدي إلى صخرة “جبل طارق”، بينما يجد المهربون وسائل جبارة لعبور الساحل وإغراق أسواق أوروبا بالمخدرات. وتقول “parismatch” في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني الأحد فاتح أيلول/ سبتمبر الجاري: “على الأرض تجري المرحلة الأكثر خطورة، على الطريق أن تكون آمنة أربع ساعات قبل بدء العملية، يتم ذلك من خلال “نقط مراقبة”، تتكون من 30 إلى 70 شخصا منتشرين على امتداد مسرح العملية، لهم وظيفة واحدة التبليغ عن طريق الهاتف عن أي تواجد للشرطة الإسبانية”. وأضافت: “عند وصول الشحنة إلى الساحل الإسباني، تقوم مجموعة من “الحمّالين” تتكون من حوالي 20 عنصرا، بنقل شحنة من الحشيش إلى سيارات رباعية الدفع، مقابل 1500 يورو للشخص الواحد في عملية لا تدوم في المعدل 7 دقائق”. وسجلت: “يتقاضى سائق السيارة مبلغ 15000 ألف يورو، لنقله الشحنة إلى التجار القادمين من هولندا وفرنسا وبلجيكا والسويد وغيرها من دول أوروبا”. المغرب تاريخ من تهريب الحشيش وشددت الجريدة على أن “حركة تهريب المخدرات متجذرة في المغرب، إذ تنشط شبكة محلية في نقل الحشيش من جبال الريف إلى البحر الأبيض المتوسط، وغالبا ما تنقل على ظهور الحمير. يقوم المهربون بتحميل 5 أطنان من الحشيش، خلال كل عملية عبور، في قوارب الصيد التي تلتحق بزورق أو اثنين في أعالي البحار”. وتابعت: “يقوم بتسلم الشحنة طاقم مكون من ربان ومساعده وميكانيكي بالإضافة إلى “المأمور” وهو رجل يحظى بثقة من الشخص المغربي المالك للحشيش، ثم يتوجه الطاقم إلى مصب النهر الكبير”. وقالت: “عندما تسير الأمور على ما يرام تسير القوارب دون أن يتم رصدها، وفي أسوأ الأحوال تقوم السلطات بمطاردتها بالهليكوبتر لمصادرة البضائع”. قادس.. الطريق الجديدة أصبحت “قادس، تلك المدينة الاسبانية العريقة المفتوحة على المحيط الأطلسي، إحدى الطرق الجديدة لتهريب المخدرات، التي تحل محل صخرة جبل طارق، حيث تقترب إسبانيا من المغرب”. واعتبرت: “فلقد سمحت مسافة 14 كيلومترا بتهريب مكثف وسريع بين البلدين. ولكن منذ عام 2018 مارست السلطات الإسبانية ضغوطا على “لالينيا دي لا كونسيبسيون” المعروفة باسم “الخط”، وهي مدينة تجاور الصخرة البريطانية. حيث قام المسلحون بتهديد رجال الشرطة، “إذا لا شيء يخيفهم، لقد أصبح الأمر لا يطاق” يقول أحد ضباط الحرس المدني الإسباني. سلاح المهربين الجديد و”تحدث التحقيق عن قارب يزيد من سرعته الجنونية مصدرا ضوضاء تصم الأذان، تقترب منه طائرة للحرس المدني لتهدده بضرورة أن يرسو في ليل دامس في المحيط الأطلسي، على حافة الوادي الكبير في إسبانيا، تبدأ عملية الصيد”. وأضافت الصحيفة الفرنسية: “إلى حد الآن تسير الأمور كما يجب، لكن القارب لن يرسو.. ما عدا ضوء أخضر انبعث فجأة ليعمي ربان الطائرة، التي أصبحت مجبرة على أن تبطئ”. وأفادت أن الليزر هو سلاح جديد يستخدمه مهربو المخدرات، إذ بفضله نجا المهربون هذه المرة، واختفوا في الظلام، ولا خلاص لهم سوى عبور النهر المطل على قادس حيث يصلون إلى أماكن تفريغ الحمولة، حيث يتم الجزء الثاني من العملية”. الحشيش مورد الرزق وتورد المجلة عن أحد شبان المدينة قوله: “أنت في المكان الصحيح. لقد صممت هذه القوارب مثل الطائرات، حيث كشف هاتفه عن دلائل بما فيها صور لبنادق الصيد وحزمات حشيش تشبه الشكولاطة محمولة في اليد. ويعترفون بأنهم نشلوا حزمة بحجم 35 كيلوغراما من الحشيش”. واستطرد ذات الشخص قوله: “أبي في السجن منذ ثلاث سنوات بسبب محاولته تسليم عدة أطنان من هذه القذارة. هنا، كل شخص يعيش من المخدرات”. 4 ملايين يورو لطن واحد من حشيش المغرب وكشفت الصحيفة الفرنسة أن “تكلفة كيلو واحد من الحشيش المغربي تتراوح ما بين 400 و600 يورو، ويرتفع ثمنه مرة واحدة إلى 2000 يورو في إسبانيا، وفي بقية أوربا يرتفع سعره إلى ثلاثة أضعاف. ذلك أن طنا واحدا من الحشيش المهرب يعود بمداخيل تصل إلى 4 ملايين أورو”. وأشارت “باري ماتش” إلى أن سوقا يمتد إلى 110 كيلومترات من الشاطئ الأندلسي، تتقاسمه عشيرتان؛ حيث يستحوذ إخوان تيخون، بزعامة (لوس كاستانياس) الذي يقبع في السجن، على المنطقة الممتدة بين قادس والجزيرة. بينما يسيطر الحاج عبد الله صادق ميمبري، المعروف أيضا باسم (الميسي)، على المنطقة المحيطة بجبل طارق”. وتنشأ تسوية هنا وهناك، بين عصابات متخصصة في سرقة الحشيش، لكن هذا الأخير أقل ربحية من الكوكايين، مما يقلل من التوتر وسفك الدماء. عربي 21