يطرح هذا الكتاب – الذي صدر عن شركة مطابع الأنوار بوجدة(المغرب) في طبعته الأولى سنة 2011م- مجموعة من المقاربات والطرائق المنهجية التي يمكن تشغيلها في تحليل النص الروائي تفكيكا وتركيبا. ومن أهم هذه المقاربات نذكر: السيميوطيقا النصية التي ركزت كثيرا على النص السردي خطابا و محايثة وشكلنة من أجل استكشاف المعنى، وتحصيل الدلالة، ومعرفة مختلف السبل والطرائق التي يبنى المدلول من خلالها. والآتي، أن المقاربة السيميوطيقية تعد من المنهجيات الناجعة اليوم في التشريح والتحليل والمناقشة؛ نظرا لكونها تتسم إلى حد كبير بطابع العلمية والموضوعية في تفكيك النصوص وتركيبها. وثمة مجموعة من المشاريع السيميائية التي تراكمت منذ سنوات الستينيات من القرن العشرين إلى حد الآن، وقد مرت هذه المشاريع النظرية والتطبيقية بمجموعة من المراحل العلمية المتميزة، بعد أن كان هناك تخوف كبير لدى كريماص من توقف السيميائيات بشكل نهائي في يوم من الأيام. لكن العكس هو الذي وقع، إذ تزايدت الأبحاث والدراسات والمواضيع ذات الطابع السيميائي والعلاماتي، وكثرت المشاريع السيميوطيقية، فتنوعت اتجاهاتها ومواضيعها ومدارسها، واختلفت كذلك مشاربها ومنابعها المعرفية والفلسفية والمنهجية. وتأسيسا على ماسبق،فقد حاولنا في هذا الكتاب قدر الإمكان التعريف بنظريات الرواية، وعرض مرتكزات السيميوطيقا السردية والخطابية في تعاملها مع النص الروائي، من خلال التركيز على مساراتها المنهجية ، كالمسار السردي، والمسار التمثيلي، والمسار التصويري، والمسار التوليدي، والمسار التلفظي. ولم ننس الحديث بشكل من الأشكال عن مجموعة من مفاهيم السيميائيات السردية، كالخطاطة السردية، والبنية العاملية، والبرنامج السردي، والأدوار التيماتيكية، والحقول المعجمية والدلالية، والتشاكل، والمربع السيميائي. ولم نكتف كذلك بسيميائية الفعل والعمل كما عند كريماص وجوزيف كورتيس ورواد مدرسة باريس، بل انتقلنا إلى سيميائية الذات والأهواء ، مستلهمين تصورات كريماص وجاك فونتانيي، مع البحث عن مفاهيم جديدة نظرية وتطبيقية لمقاربة النصوص والخطابات الاستهوائية. وتمثلنا كذلك تصورات شارل ساندرس بيرس في دراسة الخطاب الغلافي. وبعد ذلك، انتقلنا إلى دراسة المكون الوصفي ضمن مقاربة بنيوية وفيلمية، ودرسنا كذلك صورة الآخر في الرواية العربية في ضوء مبحث الصورة المقارنة، وانفتحنا من جهة أخرى على بعض المشاريع الروائية الجديدة كالبنيوية التكوينية والكتابة الشذرية إن تنظيرا وإن تطبيقا.