مما يعرفه العام والخاص في هذا الوطن الحبيب، أن بيت السياسة يحتوي على غرفتين مخصصتين للهيئات المنتخبة والحكومة، أما المطبخ الذي يعد أهم مرافقه فإنه لا يلجه إلا أعضاء حكومة الظل. ففيه ترسم اللوحات السياسية المصيرية وتقرر المشاريع الكبرى. أما الحكومات المتعاقبة طيلة عقود فلم تملك الجرأة والشجاعة إلا بعض الأصوات أن تعلن للشعب أنها مثقلة وعاجزة عجزا خارجا عن إرادتها عن الوفاء ولو بعشر وعودها وبرامجها. والسبب في ذلك واضح: سكوت ومسايرة مقابل المغانم .. دارت الدائرة على الأحزاب المفلسة ،وحاز حزب العدالة و التنمية على المرتبة الأولى وقبل تشكيل الحكومة ،فانقسم الشارع إلى : * محب غيور يرفض تحمل المسؤولية في الظرفية الحالية المتأزمة. ثم ،وهو الأهم، للحقيقة السياسية المذكورة سابقا ولسان حاله يقول بالدارجة: ” سلوا المجرب ولا … أو الخبار إيجبوه التوالى ” .فهو اعتراض مفهوم. * منتظر مترقب للجديد والتغيير والانفراج الذي قد تحدثه الحكومة الجديدة وهو انتظار بين اليأس والأمل. * كاره بغيض للتيار الإسلامي وآسف على الغنائم الضائعة المسلوبة. في خضم هذه الهواجس خرجت أصوات مسؤولة في الحزب الفائز(ذ.بنكيران ،ذ. الداودي،ذ. أفتاتي…) تحلل وتراهن وتتحدى وأعلنت للشعب كلمة قوية التقطها من له قلب و ألقى السمع وهو شهيد .. ويالها من كلمة !!! إن الحزب واع بالمشهد الراهن لا نشك في ذلك ووضع تبعا لذلك برنامجا طموحا لغد أفضل يسود فيه الحق والعدل ،كما أنه واع بخطورة وقوة المتدخلين واللاعبين من خارج المؤسسات الديمقراطية ومن ثم رفعت قيادات الحزب التحدي الأكبر: إما أن نشتغل في إطار القانون ومن داخل المؤسسات وتتمتع الحكومة بجميع الصلاحيات الدستورية، فتسقط بذلك الأقنعة وإما “ما لاعبينش” لن نلعب. كلمة خفيفة على اللسان ثقيلة في البرلمان من وفى بها وفى مع الشعب . الذي أخشاه ولا أتمناه أن تمر الأيام والأيام فيتحول الطموح إلى حلم ثم إلى مجرد خيال فتخرج علينا نفس الأصوات لتردد هذه المرة “لاعبين كيفما كان الحال” وبطبيعة الحال بعد أن يرتب ألف مبرر ومبرر، من قبيل المصلحة العليا للبلاد، الظروف الخاصة للبلد، و…. فيبرر السكوت والمسايرة لألف مرة . حينذاك ستدور عليها الدائرة كما دارت على غيرها ويهمس الجميع يا أسفاه على ما فرطنا في جنب الشعب وإنا لظالمون . وقديما قالوا من صمت نجا أما الأن فمن أصدق الشعب القول نجا. ولنا .. لقاء