احتفالا بذكرى اليوم العالمي لحقوق الإنسان الذي يصادف اليوم 10 ديسمبر، وتحت شعار “هل ينبغي أن نقلق من واقع حرية التعبير والتعصب؟” نظمت جمعية المغاربة لحقوق الإنسان بهولندا ندوة حقوقية بمدينة أمستردام يوم أمس الجمعة. الندوة استضافت كلا من السيدة مارتيي تيبيسترا المحامية والحقوقية المعروفة، والبرلماني السابق السيد محمد الرباع، إضافة إلى شخصيات سياسية أخرى ناشطة داخل الأحزاب السياسية الهولندية. السيدة مارتي تيربسترا تحدثت من خلال وظيفتها وتجاربها في الميدان عن واقع التمييز العنصري بين بعض فئات المجتمع الهولندي، وأشارت إلى أن تكهرب المناخ السياسي ساعد على خلق العزلة بين المكونات العرقية في المجتمع، لذا أصبح الناس أكثر ميلا إلى تجاوز حدود اللياقة والاحترام في التعامل تحت شعار “كل واحد يمكن أن يقول ما يفكر”. وفي مداخلة لعميد المناضلين المغاربة الأستاذ محمد الرباع، ذكر أنه إلى حدود نهاية الثمانينيات كان ينظر إلى هولندا كبلد نموذجي من حيث الامتثال لمواثيق حقوق الإنسان الأوروبية، غير أنها عرفت تراجعا هائلا فيما يتعلق بحقوق الإنسان. كما أكد على توحيد الجهود من أجل مواجهة المد اليميني بزعامة خيرت فيلدرز الذي يستهدف كل الأقليات العرقية داخل البلاد من خلال الضغط على الأحزاب الأخرى لسن قوانين مجحفة في حق الهولنديين من أصول مغربية أو تركية. وبعد ذلك افتتح النقاش مع الجمهور، حيث تركزت جل المداخلات حول ضرورة الحفاظ على المكتسبات الحقوقية التي تميزت بها هولندا، وعلى ضرورة التعايش السلمي بين كل فئات المجتمع، كما تعرض الحاضرون لوجوب تقديم مزيد من الاهتمام لقضايا الأقليات وجعلها في صلب اهتمامات السياسيين الهولنديين، واختتم اللقاء بتنظيم حفلة شاي على شرف الحاضرين.