ظهر منتخب المغرب بمستوى جيد، عندما فاز على كوت ديفوار بهدف دون رد، اليوم الجمعة، في ثاني جولات المجموعة الرابعة، ببطولة كأس أمم إفريقيا 2019. ولعب أسود الأطلس بصورة أفضل من المباراة الأولى أمام ناميبيا، وحققوا نجاحًا على المستويين الفني والتكتيكي. وعاد هيرفي رينارد، مدرب منتخب المغرب، ليعتمد أكثر على اللاعبين ذوي التجربة، خاصةً في الوسط، حيث أدخل يونس بلهندة وكريم الأحمدي كأساسيين، بدلا من المهدي بوربيعة ويوسف أيت بناصر. ولعب رينارد بالتشكيل الذي يعتمد عليه منذ سنوات، وراهن على الانسجام بين المجموعة، معتمدًا على 4 لاعبين في الدفاع، وهم نبيل درار وأشرف حكيمي والمهدي بن عطية وغانم سايس. وشارك في الوسط كريم الأحمدي، ويونس بلهندة، ومبارك بوصوفة، وأمامهم حكيم زياش ونور الدين أمرابط، ثم يوسف النصيري كرأس حربة. وكالعادة أعطى رينارد الأولوية للروح الجماعية في اللعب، وهو ما ظهر من خلال السيطرة على الكرة والاستحواذ، والضغط القوي على الخصم. وعانى المنتخب الإيفواري كثيرا للوصول إلى مرمى الحارس، ياسين بونو، أمام العودة السريعة للاعبي المغرب لملأ الوسط وغلق الأطراف، في ظل التزام تكتيكي كبير من أسود الأطلس. كما تميز المنتخب المغربي بالانتقال السريع من الدفاع إلى الهجوم، وبعدد كبير من اللاعبين، منهم مدافعين على غرار أشرف حكيمي، الذي شارك في العديد من المرتدات، خاصةً في الشوط الثاني. واستغل لاعبو المغرب المساحات الكبيرة في الدفاع الإيفواري، وهو ما ساعدهم على خلق مجموعة من الفرص الحقيقية للتسجيل، لكنها لم تُترجم بالشكل الصحيح. وساد تخوف كبير من تأثر المنتخب المغربي بالجانب البدني، بسبب الإرهاق الذي سيطر على اللاعبين مؤخرًا، غير أن الأمور سارت عكس التوقعات، حيث كان الحضور البدني الجيد من نقاط قوة الأسود في المباراة. ولعب المنتخب المغربي بإيقاع عالٍ واندفاع قوي، وأرهق الخصم بالسرعة في الأداء والتمريرات. كما كان الدفاع القوي من أسرار الحضور الجيد للأسود، سواء الظهيرين حكيمي ودرار، اللذين قاما بمجهود كبير في الخلف والمساندة الهجومية، أو قلبي الدفاع بن عطية وسايس، بحضورهما الرائع وصرامتهما مع مهاجمي ساحل العاج.