قدم منتخب المغرب أداءً راقيًا، على المستوى الفني والبدني والتكتيكي، وضاع منه الفوز في آخر لحظة، أمام نظيره الإسباني، الذي تعادل (2-2) بشق الأنفس، في الوقت القاتل. ولم يقصر أي لاعب بصفوف أسود الأطلس، وتفوق مدربهم الفرنسي، هيرفي رينارد، على نظيره الإسباني فرناندو هييرو، على مدار شوطي اللقاء. ولم يظهر أي لاعب بصفوف المنتخب الإسباني، بشكل مميز عن باقي زملائه، بل كان قلبا الدفاع، جيرارد بيكيه وسيرجيو راموس، تائهين تماما. ولم تظهر بصمات ظهيري الجنب، خاصة جوردي ألبا، أما داني كارفاخال فكانت له حسنة وحيدة، بصناعة هدف التعادل في الوقت القاتل، والذي سجله البديل، إياجو أسباس. كذلك خسر نجوم خط وسط إسبانيا تياجو ألكانتارا، سيرجيو بوسكيتس، دافيد سيلفا، معارك كثيرة في منطقة المناورات. أما دييجو كوستا فاختفى وسط مدافعي المغرب، وحاول أندرياس إنييستا إنقاذ ما يمكن إنقاذه، وصنع الهدف الأول لإيسكو، الذي كان الأخطر والأكثر نشاطا، بين صفوف الماتادور. وعلى الجهة الأخرى، فإن جميع عناصر المغرب كانوا نجومًا للمباراة، حيث لا يتحمل منير المحمدي مسؤولية الهدفين، بل كان يقظا. وقدم قلبا الدفاع رومان سايس ومانويل دا كوستا، ملحمة مميزة، وانطلق الظهيران أشرف حكيمي ونبيل درار، بخفة وحرية وذكاء، على المستويين الدفاعي والهجومي. كما وفر مبارك بوصوفة وكريم الأحمدي، دعما مميزا لرباعي الدفاع، وتفوقا كثيرا على نجوم إسبانيا في الوسط. وهذا بينما كان الثلاثي، حكيم زياش، يونس بلهندة، ونور الدين أمرابط، الذي حرمه القائم من هدف رائع، نجوما فوق العادة. كذلك فإن رأس الحربة خالد بوطيب، كشف عورات الدفاع الإسباني، وسجل هدفا، وكاد أن يحرز الثاني، لولا تألق دافيد دي خيا في التصدي لانفراد تام. ولم يقل البدلاء الذين دفع بهم هيرفي رينارد، عن الأساسيين، حيث ساهم الثنائي الذي شارك بالشوط الثاني، في هز شباك الإسبان، بعرضية فيصل فجر، التي استقبلها يوسف النصيري برأسية قوية، في المقص الأيسر.