ونحن في خضم موسم التساقطات المطرية، ومع تواليها بين الفينة والأخرى أصبحت العديد من المشاريع المنجزة ببني أنصار كمشروع التطهير السائل، والجاري انجازها كمشروع وقاية بني أنصار من الفيضانات، على محك اجتياز الامتحان التجريبي الأول لاختبار مدى أهليتها للاستعمال وحقيقة بنية إنجازها التي تطرح العديد من الأسئلة وسط السخط العارم الذي يجتاح الرأي العام ببني أنصار بخصوص التلاعبات والاختلالات التي همت انجاز مشروع التطهير السائل لبني أنصار وما تلاه من فرض إتاوات خيالية على المستفيدين وغير المستفيدين في الوقت الذي يعرف فيه هذا المشروع المئات من الاختناقات والمشاكل الأخرى هنا وهناك بسبب التلاعب الذي طال انجاز هذا المشروع ورداءة الوسائل المستعملة، وقد أضحت جلية للعيان بعيد التساقطات المطرية الأخيرة التي عرت حقيقة هذه البنية التحتية الهشة المغشوشة، حيث عانت العديد من الدور والمنازل من اختناق مجاري الصرف الصحي وفيضانها داخل المنازل وخارجها، وتكبدت الكثير من الخسائر المادية، في الوقت الذي تؤدي فيه كامل واجباتها بخصوص الاستفادة من هذه الخدمات المتلاعب في طريقة وميزانيات انجازها، حتي صارت مختلة ومنقوصة لا تؤدي الوظيفة التي أنجزت من أجلها… هذا ومن بين المشاريع الجارية انجازها ببني أنصار في الوقت الحالي، مشروع وقاية بني أنصار من الفيضانات، والذي يعرف حاليا العديد من التوقفات على مستوى نقط الأشغال الواقعة بوديان بني أنصار ولم يتم بعد الانتهاء من أشغال انجازه، بالرغم من الخطورة التي يشكلها التباطؤ في انجاز هذا المشروع الذي صارت معه كل وديان المنطقة مغلقة بفعل أكوام الأتربة وأشغال وضع وبناء الخرسانة، الأمر الذي أدى إلى تغيير مسار مجرى عدد من الوديان وفيضانها إلى الخارج في العديد من المناطق، كما هو الشأن للوديان المخترقة لكل من حي المسجد، حي كاليطا، حي الديوانة القديمة، حي أولاد بويفقوسان، حي وهدانة…، وبسبب هذه الأشغال المتباطئة والمتوقفة وغير المخطط لها مسبقا غرقت معظم هذه الأحياء المذكورة وغيرها في سيول من الأدران والأوحال ومياه الأمطار التي عرفتها بني أنصار مؤخرا، ونجد في بعض الأماكن بأن المساحة الهندسية المبنية بالإسمنت المسلح المخصصة لمجرى الوادي لم تسع حمولة هذا الأخير خلال التساقطات المطرية نهاية الأسبوع الماضي كما هو الشأن لوادي نينيو المخترق للطريق الرئيسية 19 في اتجاه حي المسجد وحي كاليطا وميناء بني أنصار والمعبر الحدودي مليلية، الأمر الذي يطرح عدة تساؤلات بخصوص الإعداد التقني والهندسي الصحيحين لهذا المشروع الهام، ناهيك عن مجموع التصدعات الخطيرة والتشققات البينة التي اعترت بنية جدران هذه الأودية المحدثة حديثا، ما يطرح سؤال مدى احترام بنود دفتر تحملات انجاز هذا المشروع وبالخصوص الشطر التقني منه، ومدى الأخذ بالمواصفات التقنية الواجب توافرها في إعداد ووضع الخرسانة وبناء الجدران بالاسمنت المسلح (انظر الصور أسفله). وفي غياب أي مراقبة وتتبع لإنجاز هذه المشاريع بالمدينة من طرف المسؤولين، ونخص بالذكر المصالح التقنية المختصة بكل من المجلس البلدي والباشوية ببني انصار وعمالة الناظور، والدليل عدم رفع أي تقارير إلى الجهات العليا المسؤولة بخصوص هذه الاختلالات والتلاعبات المذكورة أعلاه على وجه المثال فقط لا الحصر، تضيع مواصفات مدينة بني أنصار الحديثة على أبواب ومكاتب هؤلاء المسؤولين، وتبقى بني أنصار تتخبط في براثن التخلف والجهل وتضييع ميزانيات وأموال الشعب الضخمة، وقد كان من المفروض على مسؤولينا أن يولوا لها كامل الاهتمام بتفقدها والوقوف على أشغال بنائها والحرص على انجازها بالتمام والكمال في أبهى صورة وفي مواعيدها المقررة، مع إعمال مختلف مساطر المراقبة والمحاسبة والعقاب في حق المفسدين الثابت تورطهم في أي اختلال أو تلاعب يشوب هذه المشاريع مهما كانت درجة هؤلاء المتورطين. صور: بني أنصارسيتي + مزوجة سيتي No related posts. شارك هذا الموضوع مع أصدقائك Tweet