لقد أصبح إنجاز برنامج التأهيل الحضري لمدينة بني أنصار وما رصد له من غلاف مالي ضخم مركز اهتمام كافة الفعاليات، ومدار حديث العام والخاص بالمدينة، إلا أنه قد لا يختلف اثنان في بني أنصار حول وجود اختلالات وتلاعبات بالجملة في تدبير مجموعة من مشاريع التهيئة بالمدينة، فما أن يتم الانتهاء من انجاز مشروع من المشاريع حتى تبدأ العيوب والنقائص لتعتريه وتشوبه، هذا في حال تم الانتهاء من انجاز المشروع وإتمام الأشغال به، ولم يتم وأده قبل ذلك بسبب المشاكل والمعوقات الجمة التي تقف حجر عثرة في الطريق. ونذكر من بين هذه المشاريع على سبيل المثال لا الحصر، مشروع بناء دار الشباب بحي الديوانة القديمة الذي تعثر في المهد وتوقف عند عتبة بناء الأساسات، ومشروع بناء السوق البلدي بحي المسجد الذي عرف عدة توقفات أدت إلى تمديد مدة البناء إلى أجل غير مسمى، ومشروع انجاز وتهيئة الفضاءات الخضراء بمحاذاة باشوية بني أنصار وبجانب الطريق الرئيسية بحي المستوصف والتي عرفت تلاعبات واختلالات بالجملة على مستوى إعداد وبناء الأرضية ووضع الأحجار والمواد المستعملة، والنباتات والأشجار المغروسة، ونوعية الكراسي وأعمدة الإنارة المثبتة، ناهيك عن التلاعبات التي شهدتها مشاريع تشجير وترصيف جنبات الطرق والشوارع وتعبيدها وصيانتها، والتي ما أن يتم الانتهاء من انجازها حتى يبدأ من جديد في حفرها طولا وعرضا لتمرير قنوات الصرف الصحي وأنابيب الماء الصالح للشرب وخطوط الهاتف والتيار الكهربائي وغيرها من الأشغال التي تنم عن نقص فادح في التخطيط وانعدام تام في إعداد الدراسات التقنية للمشاريع قبل الشروع في انجازها، ناهيك عن تتبعها التقني وإعداد التقارير حول تقدم أشغال تنفيذها وبعد الانتهاء من البناء، الأمر الذي تحولت معه هذه المشاريع التي صرفت عليها الملايير من الدراهم وفي وقت قياسي عبارة عن لا شيء يذكر، عبارة عن حفر مختلفة الأحجام تتجمع بها الأوحال والمياه الراكدة، ومجاري لمياه الأمطار، ونقط سوداء لأكوام الأزبال والنفايات المنتشرة في كل ركن، يتحول كل مشروع أنجز إلى شبه مشروع، الأشجار تتحول إلى أعمدة خشبية لا حياة فيها في حال إن لم يتم اجتثاثها، الرصيف يتحول إلى شبه رصيف، المشي عليه عذاب وتجنبه للعاقل أخير، ما سمي بالفضاءات الخضراء سارت فضاءات لرمي الأزبال وتجمع الأوحال، ومأوى للمشردين ومتعاطي المخدرات، أشجارها يابسة ونباتاتها ذابلة، مسالكها صعبة متذبذبة بين المرتفعات والمنخفضات والحفر التي تترصد خطواتك في كل مكان، ولا شيء يوحي لك بأنها فضاءات خضراء عدا بعض الأشجار هنا وهناك استماتت في حربها ضد الموت. وفي غياب أي مراقبة وتتبع لإنجاز مشاريع التهيئة بالمدينة من طرف المسؤولين على الشأن العام، ونخص بالذكر هنا المصالح التقنية المختصة بكل من المجلس الحضري لبني أنصار وباشوية بني أنصار وعمالة الناظور، تضيع مواصفات مدينة بني أنصار الحديثة على أبواب ومكاتب هؤلاء المسؤولين، وتبقى بني أنصار تتخبط في براثن التخلف والجهل وتضييع الميزانيات الضخمة التي ما فتئ جلالة الملك محمد السادس بتوجيهاته السامية الرامية إلى تحسين ظروف عيش الساكنة يخصصها للمشاريع التنموية التي يعطي انطلاقتها في كل زيارة ميمونة يقوم بها للمنطقة، وقد كان من المفروض على مسؤولينا أن يولوا لها كامل الاهتمام بتفقدها والوقوف على أشغال بنائها والحرص على انجازها في أبهى صورة وفي مواعيدها المقررة وعدم الاكتفاء بتدشينها وأخذ الصور والمرور عليها مر الكرام. وفي الأخير، هذا نداء من ابن بار لهذه المدينة، غيور عليها ويأسى قلبه حرقة على ضياع الملايير تلو الأخرى هباء منثورا في انجاز مشاريع آنية تتلاشى وتندثر مع أول إشراق شمس ومع أول بزوغ فجر عليها لتعود في خبر كان، فالإسراع الإسراع من أجل إنقاذ بني أنصار قبل فوات الأوان إن لم يكن قد فات، فدرهم يضيع اليوم مقداره ألف ألف درهم في الغد. التغطية المصورة لتدشين التأهيل الحضري ببني انصار من طرف جلالة الملك الصيف الماضي النشاط الملكي الثلاثاء تغطية شاملة من القناة الاولى النشاط الملكي الثلاثاء تغطية شاملة من القناة الثانية الصور من الأرشيف