شهدت الغرفة الجنحية التلبسية، بالمحكمة الابتدائية بمدينة وجدة، أول أمس، محاكمة مثيرة لشخص قدم نفسه خلال التحقيق معه بعد ضبط شحنة من المخدرات على أنه فلاح بالديار الاسبانية. وكانت مصالح الأمن قد حجزت 500 كلغ من مخدر الشيرا، معدة للتهريب إلى التراب الجزائري، في منطقة بالقرب من الحدود في الفترة الاخيرة، مخبأة في مطمورة. وعند التحقيق مع الشخص الذي ضبطت بحوزته المخدرات أو الذي تكلف باخفائها في هذه المنطقة والذي يقطن بالجوار، اعترف بأن المخدرات تعود لشخص آخر. وبعد إلقاء القبض على الشخص الثاني، وأثناء التحقيق معه، نفى أن تكون المخدرات في ملكيته، واتهم المتهم الأول بأنه أورد اسمه في المحاضر حتى ينتقم منه ويصفي حساباته معه، وأن له عداوة معه بسبب دين لم يعيده إليه منذ سنوات. وأصر المتهم الأول بأن المخدرات تعود إلى ملكية المتهم الثاني، وأن هذا الأخير قدم إلى السجن وعرض عليه مبلغ 30 مليون مقابل تبرئته. وخلال الاستماع إليه من جانب المحكمة، أصر المتهم الثاني على نفي التهم، وحاول تأكيد ما سبق وأن صرح به حين التحقيق معه، من ذلك، أنه لا علاقة له بالمخدرات ويعمل فلاحا في الديار الاسبانية. غير أن القاضي رئيس الجلسة فاجأه بكشف سفرياته منذ سنة 2003، و لم تتعدى إقامته في بعض السنوات سوى يوم واحد، وأن أطول مدة قضاها لم تتجاوز أسبوعين، الأمر الذي عزز رواية المتهم الأول. وقررت المحكمة الفصل في الملف يوم غد الخميس، بعدة استنطاق جميع المعطيات التي راجت في الجلسة.