متابعة الإقبال الكبير للمواطنين المغاربة على التأشيرة الإسبانية هذه السنة يتسبب في حالة من البلوكاج في الشبابيك الرقمية لطلب المواعيد، كما أن مواعيد الشهرين المقبلين نفدت كليا. ومن أجل مواجهة هذا الضغط الكبير، تستعد الحكومة الإسبانية لفرض "دفع مسبق" للحصول على موعد، بهدف قطع الطريق على بعض الأشخاص "غير المهتمين"، الذين يحصلون على مواعيد، ولا يحضرون في الأيام المخصصة لهم، مما يحرم الآلاف من المغاربة الذين يرغبون فعلا في زيارة الجارة الشمالية من الحصول على موعد. هذا ما كشفته مصادر دبلوماسية إسبانية. بدورها، حصلت اريفينو على معطيات تفيد أن الإقبال الكبير على التأشيرة جعل الجهات المختصة تمنع حتى المواطنين المغاربة الذين يتجاوز راتبهم 8000 درهم ولديهم أكثر من 40 ألف درهم في الحساب البنكي من التأشيرة، إذ تكتفي القنصليات الإسبانية بتعليل رفض منحهم التأشيرة ب"أن هدف الطلب غير موثوق"، وأنه "ليست هناك ضمانات تأكد نيتهم في العودة للمغرب بعد انتهاء صلاحيات التأشيرة". في هذا الصدد، كشف صحيفة "إلباييس" الإسبانية، نقلا عن مصادر دبلوماسية، أن مواعيد الحصول على التأشيرة من القنصلية الإسبانية بالدارالبيضاء، والتي تتبع لها جهة مراكش، للشهور المقبلة، نفذت كليا. وتابعت أن المواطنين المنحدرين من جهتي الدارالبيضاءومراكش يعانون من كابوس حقيقي للحصول على التأشيرة التي تسمح لهم بزيارة إسبانية لمدة لا تزيد عن ثلاثة شهور، مرجعة ذلك إلى وجود "جدار بيروقراطي من الصعب الخروج منه آمنا". وضربت المثل بشاهدة مغربية تدعى فاطمة والتي أكدت قائلة: "من أجل طلب موعد يجب عليك الاتصال عبر الهاتف منذ ال8 صباحا على الواحدة زوالا. ولا أحد يجيب. يمكنك، كذلك، طلب الموعد عبر البريد الإلكتروني، ولكن لا أحد يجيب أيضا. أما إذا عقدت العزم وتوجهت إلى القنصلية فيقولون لك إنهم لا يمكنهم خدمتك لأنك لم تحجز موعدا مسبقا عبر الهاتف". وأردفت متذمرة: "كنت أتصل بهم منذ أوائل أبريل المنصرم، وفجأة، اطلعت يوم فاتح ماي عبر الأنترنيت أن كل مواعيد شهر يونيو نفدت، كما أنه لا توجد أي جدولة زمنية بخصوص شهر يوليوز. لهذا لا يمكنني أن أقوم بأي مخطط، سواء في ماي الجاري أو يونيو ولا حتى في يوليوز. والأسوأ هو أن لا أحد يقدم لنا توضيحات". من جهتها، اعترفت وزارة الخارجية الإسبانية بالصعوبات التي يواجهها رواد بعثاتها الدبلوماسية بالمغرب، بالتأكيد على أنها رصدت "نقاط ضعف" في نظام منح تأشيرتها في المغرب، قبل أن ترجع، ذلك، إلى الضغط الكبير على تأشيرتها قائلة: "المواعيد تنفد في دقائق قليلة، منذ وضعها رهن إشارة المواطنين، من قبل أشخاص لا يحضرون، لاحقا، لطلب التأشيرة". ولمواجهة هذا المشكل، ترغب الحكومة الإسبانية في اعتماد نظام جديد قائم على الدفع المسبق، "يسهل الحصول على المواعيد بالنسبة للأشخاص الصادقين المهتمين بالسفر إلى إسبانيا". وشرحت أن مواعيد الشهرين المقبلين في الدارالبيضاء محجوزة، و"نتمنى أن يسهل النظام الجديد، الذي لازال قيد التجريب، عملية حصول المواطنين المغاربة الراغبين في زيارة إسبانيا على التأشيرة". مصادر مقربة من القنصلية الإسبانية بالدارالبيضاء كشفت، أيضا، أن القنصلية "تعالج 300 طلب تأشيرة يوميا كمعدل وسط، مع العلم أن تأشيرة واحدة تعالج في ما بين ثلاثة وأربعة أيام، وهو فترة زمنية قصيرة جدا، رغم أن الموعد القانوني لمعالجة تأشيرة واحدة هو 15 يوما"، في إشارة إلى أن القنصلية تقوم بكل ما هو متاح لخدمة المواطنين، غير أن "الموارد المتاحة للخدمات الخارجية محدودة، بسبب قيود الميزانية. رغم ذلك، يبذل موظفو المصالح القنصلية جهودا استثنائيًة لمحاولة تلبية أكبر عدد ممكن من الطلبات". التقارير الرسمية الإسبانية تبين استصدار 220929 تأشيرة على طول سنة 2018 من مختلف القنصليات الإسبانية بالمغرب، بمعدل 1000 تأشيرة في اليوم، إذا ما تم خصم أيام نهاية الأسبوع والأعياد. الأرقام ذاتها توضح، أيضا، كيف ارتفع عدد التأشيرات المستصدرة في ظرف سنة، إذ انتقل من 180918 تأشيرة سنة 2017 إلى 220929 تأشيرة سنة 2018، بل أكثر من ذلك، يلاحظ، جليا، أن عدد التأشيرة المستصدرة من القنصليات الإسبانية بمدن الرباطوالدارالبيضاء وطنجة والناظور وأكادير وتطوان، انتقل من 140 ألفا و180 ألفا قبل 10 سنوات إلى 221 ألفا تقريبا سنة 2018..