لا يمكن أن يتصور الإنسان وجود مطرح للنفايات يحتل مساحة شاسعة بين الغابة والبحر برأس الماء بالضبط أمام الجزر الجعفرية بمنطقة تدعى ثمرسات ، في وقت كان من المفروض أن يكون بهذا الموقع مرفق يوافق و يتماشى مع محيطه الطبيعي، رغم أن هناك أشغالا ببعض جنباته، وهو تناقض كبير أثار ويثير أسئلة كثيرة في ذهن كل من ساقته الظروف للمرور بالقرب من هذه الكارثة البيئية! إن هذا المطرح العشوائي الغير المهيكل يشكل خطرا حقيقيا على صحة المواطنين برأس الماء وعلى سلامة البيئة عموما، فتحلل هذه الأزبال ينتج عنه مادة سائلة سامة تسمى عصارة الأزبال تتسبب في تلويث المياه الجوفية والمياه السطحية والتربة، تستوعبها مكونات البيئة والتي بدورها تنقل هذه الملوثات والمكروبات إلى النباتات والحيوانات وفي نهاية المطاف إلى الإنسان ( عن طريق الشرب أو السقي من مياه الآبار والمياه السطحية أو عن طريق امتصاص هذه المواد من طرف النباتات) ولذا فهي تتسبب في أمراض طفيلية بدأت بوادرها تظهر على بعض الساكنة المجاورة مثل الأمراض الجلدية والتنفسية والتسممات التي تقل أو تزداد خطورتها مع نسبة تمركز المواد الملوثة المرتبطة بالقمامة. وللتذكير فالمغرب أحدث عدة قوانين تلزم الجماعات المحلية باختيار شكل سليم لتدبير الأزبال وإنشاء مطارح مهيكلة، إلا أنه لحد الآن هناك عدد قليل من المدن تتوفر على مطارح مهيكلة بإشراف من شركات أجنبية (تدبير مفوض) مما يبين قصور الجماعات المحلية في تدبير هذه الإشكالية. هذا ويتساءل العديد من المتتبعين للشأن البيئي: إلى متى سيستمر «الإضرار» بصحة المواطنين من خلال عمليات إلحاق «الأذى» بالمساحات المحيطة بهم من كل جانب.