مأساة أخرى تزيد المآسي الأخرى أسى. عندما يتعلق الأمر بخطيئة تضرب عمق الشرف وتمثل ما آلت إليه الأوضاع الأخلاقية في منطقة لطالما عرفت بالتحفظ. فتاة ذات 16 ربيعا، تضع مولودها الذي حملت به سفاحا وهي عذراء، وسط تكتم قاتل يضبب مستقبل المولودة، خصوصا وحسب المصادر التي سردت لنا هذه القصة، فقد أكدت أن جدة المولودة تسعى للتخلص منها خشية العار، عن طريق بيعها لأحد الناس قصد التكفل بها، ولم نتأكد إن كان المصدر يقصد حقا بيعها بمقابل مادي أو أنه مجرد مصطلح يطلق على عملية التكفل هذه بمصطلح البيع. و يقول المصدر أن قصة الفتاة بدأت حين جمعتها قصة غرامية بأحد الشبان الذي مارس عليها الجنس سطحيا ودون افتضاض بكرتها، ونتج عن ذلك حمل الضحية التي تعتبر في نظر القانون بريئة لأنها قاصر، حتى بدت عليها أعراض الحمل وتوارت عن الأنظار إلى حين يوم الوضع. جاءها المخاض و نقلت إلى المستشفى ووضعت مولودتها بتدخل طبي، عن طريق عملية قيصرية. المحنة بدأت ولم تنتهي، والمشكل هو مصير الرضيعة الذي طرح أكثر من عملية استفهام، ما مصيرها؟ وما ذنبها أن تكبر بعيدا عن أعين أمها؟ ولما لم تقم عائلة الضحية بالبحث عن الأب؟ ربما كان الجهل والخوف الزائد من “كلام الناس” هو الركيزة الأساسية الذي تبنى عليه عقول الكثيرين، وهؤلاء. فهم يشاركون في جريمة أكبر من التي اقترفتها ابنتهم، وهي ستر الفضيحة بأبشع وسيلة، تفريق ابنة لم تبلغ الفصال عن أمها، جريمة يعاقب عليها القانون الذي يحمي القاصرين من أفعال الكبار هذه. لا نرمي بسردنا هذه القصة إلى فضح أحد. بل لتقريب القارئ من دهاليز وخبايا مجتمعنا الذي أصبح يتخبط في وحل من المشاكل الأخلاقية التي لم نكن نسمع عنها إلا في المسلسلات، وهذا نتيجة التفكك الأسري و الإنحلال الخلقي الذي طال مجتمعنا بكل فئاته، صغيرا وكبيرا وحتى شيوخا. وهذه ليست إلا قصة من آلاف القصص البشعة التي يستحيي القلم من كتابة سطورها. إستعمل حساب الفايسبوك للتعليق على الموضوع