أنعشت التساقطات المطرية الأخيرة آمال الفلاحين بالناظور و الريف، خاصة بعد تأخرها لأكثر من ستة أسابيع. وقد أعلنت المديرية الوطنية للأرصاد الجوية استمرار التساقطات طوال الأسبوع الحالي. وفي هذا الإطار، أبدى عبد الصمد ياحي، مستثمر فلاحي ، تفاؤله بالتساقطات الحالية، وأوضح أنه سيكون لها تأثير جيد على الإنتاج خلال الموسم الفلاحي الحالي. من جانبه، قال عبد اللطيف اليونسي، و هو مستثمر فلاحي إن "التساقطات الأخيرة جاءت في وقتها، واصفا الوضع بالعادي. وأضاف اليونسي أن "المنطقة عرفت نقصا في الأمطار، والتساقطات الحالية سيكون لها تأثير جيد، خاصة إذا استمرت خلال شهري فبراير ومارس"، وتوقع موسما فلاحيا جيدا. وقال الحسين يوعابد، مسؤول التواصل بمديرية الأرصاد الجوية، إن البلاد عرفت منخفضا جويا ابتداء من يوم السبت الماضي، يتمركز بجنوب الجزيرة الايبيرية، سيعمل على إمداد المنطقة بمجموعة من السحب التي ستعطي أمطارا تشمل الناظور، وتمتد بعد ذلك إلى السهول الأطلسية والمناطق الداخلية ومرتفعات الأطلس. وأضاف: "ستكون الأمطار ضعيفة وأحيانا معتدلة بالأطلس المتوسط والشمال الغربي للبلاد، مع رياح معتدلة إلى قوية بالشمال الشرقي والغربي، وستبقى الأجواء ملائمة لمرور مجموعة من السحب الماطرة أحيانا خلال الأسبوع". ويأتي هذا عقب الإعلان عن توقعات ب"موسم جيد" ببعض مناطق المغرب التي عرفت تساقطات مطرية مهمة خلال شهري أكتوبر ونونبر الماضيين، تميزت بتوزيع جيد ومنتظم قدر مجموعها ب194 ميليمترا إلى غاية 16 يناير الجاري، مقابل 136 ميليمترا في الموسم الفلاحي الفارط خلال الفترة نفسها، أي بزيادة 42 في المائة، غير أنه يبقى دون مجموع التساقطات المطرية المسجلة خلال مواسم فلاحية عدة، بنقص يصل إلى 2 في المائة (197 ملم). وبفضل التساقطات الأولى لشهري أكتوبر ونونبر، شرع الفلاحون في إعداد الأراضي واقتناء البذور المختارة والأسمدة الضرورية لانطلاقة عملية الزرع، علاوة على المساهمة في تحسين المراعي التي عادت بالنفع على قطيع الماشية بالجهة. وفي المساحات غير المسقية، أدى غياب التساقطات في الشهر الماضي وخلال النصف الأول من شهر يناير الجاري إلى اللجوء إلى استعمال مياه السقي، بسبب تزامن العجز في التساقطات المطرية مع موسم زراعات الحبوب والشمندر السكري.