أسعد أوقاتي أقضيها حاليا مع الأسود لن أغير هيرنفين حاليا إلا بريال مدريد لم أندم للحظة على اختياري ألوان بلدي يروق لي مركز الجناح وأعد الجمهور بروائع أخرى قاومنا ظروفا مناخية ونقطة بانغي كافية هو الجوكر الحاسم في الوقت الحالي داخل العرين الأطلسي وهو اللاعب الذي يثير الإهتمام يوما بعد يوم ويعطي الإنطباع على أنه الرقم الذي بإمكانه خلق الفارق متى أقحمه غيرتس.. بسرعة استطاع الذوبان داخل المجموعة وبالتدريج بدأ يتلمس آفاق النجومية والبحث عن ناد يليق به، أكد سعادته العارمة بما يلمسه من أجواء داخل العرين الأطلسي ووعد بتحليق صوب ناد كبير.. لا يبالي بما يدور حوله وبرهن ببانغي على أن الأدغال لا تثير فيه التخوفات.. هذا هو عصفور النار السعيدي الذي يطل ثانية على قراء المنتخب في هذا الحوار الحصري. - المنتخب: تعادلنا سلبيا أمام إفريقيا الوسطى ببانغي، كيف عشتم أجواء المباراة التي أضعتم فيها العديد من المحاولات؟ السعيدي: حاولنا بكل الوسائل لتسجيل هدف يؤمن تأهلنا لنهائيات كأس أمم إفريقيا الحظ لم يقف بجانبنا بعدما أضعنا العديد من الفرص السانحة للتسجيل خاصة في النصف ساعة الأولى كان بإمكاننا نيل العلامة الكاملة لولا بعض العراقيل التي وقفت في وجهنا من قبيل أرضية الملعب البتي لم تساعدنا على تقديم عطاء في المستوى خاصة بالنسبة للاعبي المنتخب المغربي الذين يتوفرون على إمكانيات تقنية يخلقون بها الفارق. المنتخب: هل النقطة التي تحصلنا عليها منطقية بالنظر للمستوى الذي ظهر عليه المنتخبين في المباراة؟ السعيدي: قبل دخول النزال إجتمعنا مع الناخب الوطني، وحفزنا على ضرورة تحقيق الفوز لكننالم نتمكن من الخروج بإنتصار يدخل الفرحة على قلوب الجمهور المغربي عموما لازالت تنتظرنا مباراة أمام طانزانيا وفيها ينبغي أن نحقق الأهم ونطفر بالنقاط الغالية التأمين العبور للنهائيات لكي لا يضيع جيل موهوب من اللاعبين قادر على إعادة الكرة المغربية للواجهة. - المنتخب: كيف تفاعلت مع أجواء الأدغال، تبدو وكأنك عريق بتفاصيل هذه الرحلات، هذا ما لمسناه ببانغي بعد داكار، أليس كذلك؟ أسامة السعيدي: الحمد لله كل هذا هو بفضله تعالى، كنت أسمع كثيرا عن الصعوبات التي بإمكانها أن تثني لاعبا عن مواصلة اللعب للمنتخب الوطني بسبب المفاجآت غير السارة التي توجد بإفريقيا، لكن ما لمسته في رحلتي لداكار وبانغي غير كثيرا من قناعاتي وحتى وإن كانت هناك صعوبات فمن المفروض أن تأتي في مقام ثان طالما أن مصلحة الفريق الوطني تتطلب بعض التضحيات. - المنتخب: هل ساورك الشك للحظة من اللحظات على أنك قمت بالإختيار الخاطئ وأنت تلبي دعوة الناخب الوطني لحمل قميص الأسود، أسألك من منطلق ما تعيشه من أجواء رفقة اللاعبين ومن التصورات التي كانت عندك في فترة سابقة؟ أسامة السعيدي: الشك، لا ليس الشك ولا حتى الندم وإنما السعادة والفرحة، هذا ما أشعر بهما، ينتابني إحساس غريب كلما لبيت النداء والتحقت بالمجموعة، أشعر وكأني أسدد دينا لبلدي الذي فيه جذوري، تربينا بالريف على الإخلاص للوطن وعلى مبادلته الوفاء وهذا ما يجعلني أجزم عبر منبركم على أن أسعد لحظات حياتي هي التي أمضيها حاليا رفقة منتخب بلادي. كان لي حديث مع بعض أصدقائي وعرضوا علي نفس السؤال وقلت لهم أن الأسف الوحيد ربما كما أشعر به هو آسفي على التأخر في اللحاق ببلدي وإن كان عامل السن هو المتحكم في هذه المسألة.. أحمد الله مرة أخرى وأقول أن اختياري كان سليما.. - المنتخب: أريحية غريبة تبديها وأنت آخر الملتحقين بالمجموعة، من أين لك كل هذه القوة الذهنية؟ أسامة السعيدي: هي مسألة مرتبطة بالتربية حتى داخل البيت ومع الأقارب، لا يمكن أن ينجح إلا الإنسان الذي عنده فائض ثقة في القدرات والنفس وكل شخص يثق في ملكاته ويحسن توظيفها في الزمان والمكان المناسبين بإمكانه أن يحقق نفس المكاسب التي أحققها حاليا دون أن أنكر عامل الحظ وما يمكن أن ينجزه في هذا السياق.. - المنتخب: ما الذي تقصده بالحظ أسامة؟ أسامة السعيدي: أقصد أنه ربما خدمتني الظروف بشكل عام، فقد تزامن ظهوري مع فترة انتعاشة وتصحيح يعرفها الفريق الوطني وقد كنت سعيدا فور إلتحاقي بالعطف الذي غمرني به باقي الرفاق، وجدت من يحضنني ويدلني على الطريق الصحيح ويبرز لي ما يجب فعله. قد يكون هناك لاعبين أفضل مني مروا من هنا ولم يحالفهم الحظ إما لسوء النتائج أو لأن الأجواء كانت مكهربة، لذلك قلت أن الحظ يكون أحيانا حاسما في تحقيق عدة أشياء، فليس من يلعب الكرة حاليا هم أفضل من يوجد في الكون، هناك مواهب ضاعت بسبب التهميش.. - المنتخب: ألا تشعر بأنك أصبحت ربما أكبر من هيرنفين وبأن الحاجة لتغيير الأجواء أصبحت قائمة بعد صفة الدولية أولا والتميز داخل مجموعة الفريق الوطني ثانيا؟ أسامة السعيدي: صحيح، لكنني بطبعي إنسان متريث، كما أنه عندي طموح كبير لا حدود له، لقد انتهت فترة الإنتقالات الصيفية الأسبوع المنصرم وكانت أمامي عدة عروض ولم أشأ الإستعجال أو اتخاذ خطوة قد أندم عليها.. سمعت عن مقترحات وصلتني بعضها وكل مرة كنت أجيب بالرفض لأن عقدي مع هيرنفين يمتد لنهاية الموسم القادم وبإمكاني الإستفادة من امتيازات كبيرة كلما تأخرت في مناقشتها. صدقني في لحظة من اللحظات قلت جوابا على أسباب رفضي لكل هذه العروض إما اللعب لريال مدريد في الفترة الحالية أو البقاء في فريقي وهذا ما كنت أقصده بالتحديد.. - المنتخب: هل أنت جاد بالفعل في طموح اللعب للريال، لماذا ليس برشلونة؟ أسامة السعيدي: ريال مدريد فريق كبير وأسطورة يتمنى أي لاعب الممارسة في صفوفه، عشقي لهذا النادي فوق الوصف، صحيح أن برشلونة تلعب كرة من كوكب آخر في الفترة الحالية لكنني أعتقد أن علامة الريال مميزة وفوق كل وصف. الريال فتح أبوابه للاعبي تركيا والأفارقة ومن مختلف الجنسيات ومن حقي أن أحلم بهذا الفريق ما دامت الثقة موجودة بالنفس ومتأكد من كوني أملك الخيارات التي بإمكانها أن تتيح أمامي اللعب بمدريد ودون مركب نقص وبإبداع مؤكد.. - المنتخب: بغض النظر عن اللعب بالليغا أي البطولات الأوروبية تستهويك؟ أسامة السعيدي: البطولة الإنجليزية، تثيرني ملاعبها والأجواء المصاحبة لها، هذه البطولة تأتي في المرتبة الثانية من حيث الإختيار، وأظن أن الفارق الموجود بين الليغا وإنجلترا هو اعتماد الأولى على الجانب المهاري للاعب والفنية بعكس الإحتكاك البدني العنيف والحوارات الثنائية التي تتطلب كثيرا من الجهد في غيرها. أعتقد أنه من حق أي لاعب إن لم يكن مفروضا عليه أن يغير المناخ والأجواء في مسيرته الإحترافية وكل ذلك لإغناء رصيده من الممارسة وتطوير مهاراته.. البطولة الهولندية تقدم فرجة كبيرة أسبوعيا والبعض يظلمها بتقييم خاطئ غير منطقي.. - المنتخب: من هو اللاعب الذي يجد السعيدي أنه الأقرب إليه داخل مجموعة الفريق الوطني أو لنقل التوأم الثاني الذي يتقاسم عدة خصال معك؟ أسامة السعيدي:وإنه الحمداوي أولا، أجده شخص لطيف وموهوب بالفطرة ومظلوم داخل فريقه أجاكس.. لقد سبقني للمنتخب وقربني من كثير من اللاعبين وجعلني أتعرف عن قرب على الأجواء وأكد لي أنها سليمة.. هناك العيساتي أيضا والقواسم المشتركة واللغة أيضا تتحكم في مثل هذه التفاصيل دون أن يعني هذا أن هناك وحدات داخل محور الفريق الوطني أو أن هناك من يسعى لتعزيز جبهات التكتلات.. لقد وصلني أنه من بين أسباب تقهقر الأسود في فترة سابقة طغيان هذا الجانب.. - المنتخب: تجيد اللعب على الأطراف بخلاف فريقك بالبطولة الهولندية، حيث تلعب في الوسط في بعض المرات، أين ترتاح على وجه الدقة؟ أسامة السعيدي: لاعب محترف لا يمكنه إطلاقا أن يفصل مركزا على مقاسه أو أن يطلب من المدرب أن يشركه في رواق محدد.. الكرة العصرية أصبحت تتيح للاعب التنويع والمراهنة على مختلف المراكز، لكن هذا لا ينفي أنني أرتاح كثيرا على الأطراف وأجد فيها متعة كبيرة خاصة حين تتخلص من المنافس وتفتح المعابر لك وللمهاجمين. سطوة الكرة الهولندية في فترة مجدها تأسست على الأطراف وكثير من الفرق والمنتخبات حاليا فطنت لضرورة إيجاد لاعبين قادرين على لبس لباس هذا المركز بكثير من الإقتدار، وأنا واحد ممن يجدون لذة كبيرة في التسلل من الأجنحة.. - المنتخب: ما الذي ستمثله مباراة الجزائر في سجلات أسامة مهما تقدم به العمر؟ أسامة السعيدي: سيبقى الملعب الكبير في مراكش ومعه اللقاء التاريخي أمام المنتخب الجزائري عالقا في ذاكرتي زمنا طويلا، لقد فتح لي هذا اللقاء لا أقول باب النجومية وإنما حب الجماهير، لن أنسى اللحظات التي تلت المباراة والشعور الكبير بالسعادة فور إنخراط الجمهور المغربي في الفرحة عقب الهدف والفوز. لقد تم حملي على الأكتاف في كل المدن والأماكن التي زرتها، صدقني شعرت بالإحراج في فترة من الفترات وشعرت وكأن عبئا كثيرا زاد على أكتافي.. - المنتخب: ألا تخشى من تأثير عامل الغرور على مردودك في المستقبل؟ أسامة السعيدي: هذا الإحتمال غير وارد في قاموسي الشخصي، قلت لك أن عدة أشياء ترتبط بالتربية والأخلاق وأنا والحمد لله تربيت تربية دينية خالصة تجعلني أثبت أقدامي على الأرض مهما حدث. سأخبرك بشيء ربما قد يلخص هذه الحكاية وهي أني في عدة أماكن كنت أتنقل متخفيا، ليس تكبرا وإنما شعوري بأن حجم الحب من طرف الجمهور المغربي ربما يفوق ما أستحقه، لذلك سعادتي كبيرة وستبقى كذلك كلما أدخلت الفرحة في نفوس المغاربة، وهذا هو الحافز الذي سيرافقني دائما ويجعل شعار التواضع حاضرا في خططي.. - المنتخب: اللعب في تظاهرة من حجم كأس العالم، ماذا يمثل لك؟ أسامة السعيدي: هو الحلم الكبير الذي سنسعى لتحقيقه مجتمعين، لدينا مجموعة طيبة والأجواء مثالية ومحفزة على كثير من العطاء، وكلما استحضرنا قيمة اللعب مع منافسين من عيار ثقيل فإن حافز التألق يكبر.. لذلك حاجتنا كبيرة للتواجد رفقة هذا الجيل في حدث عالمي بهذه القيمة وسنتفرغ لهذا الطموح بعد الإنتهاء من باقي التفاصيل الأخرى إن شاء الله، لدينا إرادة كبيرة لتصحيح عدة أشياء.. - المنتخب: كلمة مفتوحة للجمهور المغربي؟ أسامة السعيدي: أقول لكل الجمهور المغربي الذي يتواصل معي أن حجم الحب الذي يحيطونني به يشعرني بكثير من الحرج، لذلك أنا أسعد رجل في العالم، وأضيف أيضا أنه كلما حضرت المساندة سيحضر التألق، الجيل الحالي يشعر بأنه قصر في حق هذا الجمهور ويريد إهداءه لقبا أو حضورا في المونديال بشكل مشرف ونتمنى أن تتوحد الجهود لأجل تحقيق كل هذه الطموحات، لأن الواقع يقول أننا حاليا من أفضل منتخبات إفريقيا وهذا بشهادة النقاد وشكرا.. حاوره ببانغي: جلول التويجر إستعمل حساب الفايسبوك للتعليق على الموضوع