رسالة باسم الله الرحمان الرحيم أطلب من سيادتكم التكرم بالموافقة على نشر قضيتي هاته والتي آلمتني كثيرا لعلني أجد من ينصحني من قراء موقعكم ويشد من أزري وبالتالي التخفيف من معاناتي النفسية ولكم واسع النظر؛ والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. ************ ترددت كثيرا قبل قراري بالبوح بقصتي التي آلمتني كثيراً وما زالت آثارها تؤلمني وتقض مضجعي؛ ولكي لا أطيل عليكم اسمحوا لي بطرح مشكلتي التي جعلت مني إنسانة منطوية على نفسها جراء تعرضي للاضطهاد من طرف حمواي اللذان حطما سعادتي ولربما مستقبلي ككل، فالإنسان يتزوج ليجد الاستقرار في حياته لكي يعيش حياة ملؤها المحبة المبنية على التفاهم المتبادل، وحينما يتدخل الجشع ضد المنطق تنطفئ شمعة الاستقرار المنشود. أنا فتاة من إقليمالناظور، أبلغ من العمر 22 سنة، بدأت معاناتي وأنا بنت 19 حينما تقدم لخطبتي ابن الجيران الذي كنت أعرفه ويعرفني حق المعرفة والذي يشتغل في أعمال حرة في الديار الإسبانية؛ لم أكن أعرف إن كان حبا أم مجرد إعجاب وأنا أتمسك به ليكون شريك حياتي رغم عدم موافقة والدي الذي رأى فيه شخصا غير صالح لي، وليته لم يرضخ لميولي حينما وافق مرغما على زواجي منه ليتم كتب الكتاب على سنة الله ورسوله، كانت علاقتنا مبنية عن الاحترام والحب المتبادلين، ولم يكن بعده عني وهو خارج الوطن يثير لي أي مشكل وهو يهاتفني يوميا وأحيانا تمتد محادثاتنا من غروب الشمس لشروقها، كان نقاشنا يتمحور حول مستقبلنا تحت سقف واحد وإنشاء أسرة صالحة يؤثثها صبيان وفتيات كنا نقترح أسماء لهم على الأثير قبل الزواج الفعلي الذي تم بعد شهرين لأنتقل للعيش وسط عائلته. كانت الأيام الأولى من الزواج مسك وعسل امتدت لنحو شهر من السعادة، وهو الشهر الوحيد الذي عشته مع زوجي ليحين وقت الفراق بحكم عمله خارج الوطن، كان الفراق صعبا ومريرا تدفقت الدموع من أعيننا ونحن نتعانق وكأننا أحسسنا بأن تلك اللحظة هي آخر لقاء بيننا وأن اللقاء المقبل لن يكون سوى أمام القاضي، كلماته لا زالت ترن في أذني وهو يعاهدني بأنه لن يكون هناك ما يفرقنا سوى الموت التي لا رد لقضاء الله منها، هكذا فارقني بعد أن أوصى والدته بالاعتناء بي وتذكيرها بأنني أمانة في عنقها إلى أن ينجز لي تأشيرة الالتحاق به ببلاد المهجر، لكن وللأسف الشديد؛ وبعد مضي أيام قليلة فقط تغيرت الأمانة إلى آمة وخادمة بامتياز ألخص لكم فيما يلي بكل صدق وأمانة إخواني أخواتي معاناتها اليومية وكأنها حوكمت بالأشغال الشاقة ولكم الحكم على ذلك. بعد إعداد الفطور وتناوله أجد أكواما من الملابس تنتظر يداي الهزيلتان لغسلها رغم وجود آلة غسيل قررت حماتي عدم صلاحيتها مع أن السبب الحقيقي هو توفير مصاريف الكهرباء، كنت أغسل ملابس العائلة كلها بما فيها الأفرشة ومنها المستخدمة من طرف ابنها الشاب المراهق الذي كان مصابا بمرض يجعله يتبول في فراشه رغم تجاوزات ألفاظه النابية التي كان يتعمد إيذائي بها، بالإضافة لغسل وتنظيف البناية المتكونة من 3 شقق، بالإضافة لإرغامي على القيام بتجيير وصبغ الجدران حينما تدعو الحاجة لذلك؛ . وكأن هذا لم يشفي غليلهم فعمدوا إلى حرماني من التقرب لخالقي حينما منعوني من قراءة القرآن بعد أن حاولوا تمزيقه لولا أن توسلت إليهم بمنحه كصدقة للمسجد، واكتفوا بتحطيم حاملته الخشبية بدعوى أن مكان ذكر الله يكون في المسجد والزوايا، بل صدقوني أنني أصبت بصدمة قوية وأنا أعاين هذا المشهد الفظيع الذي جاء ممن يدعون الإسلام وهم منه براء، خلاصة القول، كنت خانعة خاضعة وأنا أترقب يوم التحرير الذي سوف احصل فيه على تأشيرة الالتحاق بزوجي لتمر أربع شهور من العذاب المتواصل حينما أمرتني حماتي بوجوب مرافقتها لزيارة عائلتي بدعوى قرب حلول موعد الالتحاق بزوجي الذي كان بدوره قد أخبرني انه بعد أسبوعين سيأتي لاصطحابي معه للفردوس المفقود ويعدني بزيارة أقطار العالم بأسره، لكن الذي وقع كان العكس تماما حينما مر الموعد المنتظر، فقد انقطع الاتصال فجأة بيني وبينه سواء على الانترنيت أو الهاتف مما جعلني أمر بأزمة عصيبة نتيجة الشكوك التي كانت تخالجني جراء هذا التصرف المبهم إلى أن اكتشفت الحقيقة الصادمة حينما توصلت باستدعاء المثول أمام محكمة الأسرة، وأمام القاضي عرفت أن تهمتي المخزية هي الإصابة بمس من الجنون، نعم إخواني أخواتي؛ لقد أصبحت في نظرهم مجنونة مادمت أداوم على صلواتي وقراءة كتاب الله عز وجل، هكذا جاءت التهمة على لسان زوجي الذي كابدت من أجله الكثير، لم يترك لي فرصة للدفاع عن نفسي حينما أمرني بالتوجه بالكلام مباشرة للقاضي بدل التحدث معه، لقد أوحت إليه والدته بأنني أصبت بمس من الجنون مما يجعلني غير صالحة لأن أكون زوجة لابنه، لقد كانت التهمة سخيفة فطن إليها القاضي وهو يراني أمامه بكامل قواي العقلية حينما نبهه بذلك أمامي، ورغم إصراره على الطلاق فقد تمسكت به زوجا لي نضرا لحبي له ولعله يعود لرشده حينما يستمع لي ويكتشف كيد أمه التي ظلمتني وحطمت حياتي وأصبحت منذ حوالي سنتين وأنا تائهة بين ردهات المحاكم، ورغم كل هذا فإن حبي له لم ينطفئ أبدا. إخواني أخواتي، التجأ إليكم طالبة النصح والمشورة، لم أستطع العودة لحالتي الطبيعية وأنا أحس يوميا بالمهانة بسبب الظلم الذي لحق بي بدون أدنى سبب، ساعدوني بإرشاداتكم لعلني أخرج بسلام من هذه الدوامة التي نسجها خيال امرأة توهمت أنني سرقت قلب ابنها، فإلى متى ستبقى هذه السيمفونية التي فرقت بين القلوب وشردت الأسر، شكرا لكم مسبقا والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.