عرف قطاع تدبير النفايات بالمغرب عدة مقاربات وبرامج مع مرور السنين مكنت من تحسين نسبي لمستوى نظافة عدد من الاحياء والمدن إلا أنها أبانت عن محدوديتها، مما يحتم على الفاعلين الاجتهاد في بلورة وانجاز مشاريع محلية تساهم في اقتراح وتجديد وتطوير المقاربات المعتمدة. و مساهمة من جمعية مدرسي علوم الحياة والارض بالمغرب وشركائها من مؤسسات وطنية وجهوية ومحلية في الاجتهاد ببلورة وانجاز مشاريع محلية تساهم في اقتراح وتجديد وتطوير مقاربات عملية، قامت الجمعية بإعداد وتنفيذ مشروع ”الانتاج المشترك للنظافة”، وهو مشروع وطني تم تنزيله وانجازه ب22مدينة للارتقاء بمستوى نظافة الاحياء والمدن المغربية من خلال ارساء سلسلة الفرز وتثمين النفايات المنزلية من المنبع بغية المحافظة على الموارد الطبيعية، كما توخى المشروع تحليل السياسات والبرامج والمقاربات المتبعة لتدبير النفايات المنزلية والمماثلة بالمغرب، وتقديم مقترحات وتوصيات، بناء على النتائج الإيجابية التي عرفها مند أزيد من 4 سنوات. تجدر الإشارة الى أن تجارب المشروع حققت نتائج مهمة برهنت على أن المواطن المغربي قادر على فرز النفايات المنزلية والمماثلة، حيت استطاع المشروع إرساء عملية الفرز من المنبع والتثمين ب 76 حي و119 مؤسسة تعليمية وأفضى إلى إنتاج 3 دلائل حول تدبير النفايات المنزلية و المماثلة بالمغرب. وفي ما يخص مدينةالناظور، فقد نظمت جمعية مدرسي علوم الحياة والارض اياما دراسية لتقديم نتائج مشروع الانتاج المشترك للنظافة، تحت شعار:مشروع الانتاج المشترك للنظافة: الحصيلة والافاق . وقد استعرض فرع الناظور تجربته في الاحياء الثلاث: حي ترقاع، حي المطار، حي عبد الكريم الخطابي منذ انطلاق المشروع سنة 2015. هذه الحصيلة التي لم ترق إلى الاهداف المرجوة كاملة وذلك لاسباب موضوعية لها علاقة بتراكمات سلبية في المجتمع وذهنيات عصية على التغيير قد تحتاج الى وقت أطول لتاهيل ذهنيات مواطنة رغم التتويج الوطني لعمل حي عبد الكريم الخطابي الذي يمكن الاستناد اليه في آفاق تعميم التجربة التي كان هدفها العام المساهمة في الارتقاء بجودة حياة المواطنين وتحسين أماكن العيش وحماية الموارد والاوساط الطبيعية ..ولقد تم استعراض مختلف مراحل المشروع بعد تحديد الهدف والفاعلين التنمويين ( من الحي ، المدرسة ، وصلة الوصل بينهما من التلاميذ ، الأسر، الآباء، والأطر التربوية ) إلى إنشاء لجنة القيادة الوطنية التي تضم مختلف الوزارات ( البيئة والتنمية المستدامة ، التربية الوطنية، الاوقاف والشؤون الإسلامية، الشبيبة والرياضة ، الصحة ، الداخلية ، المندوبية السامية للمياه والغابات، التعاون الوطني ، المجلس العلمي ، الشرطة البيئية، جمعية AESVT) وإشراك 22 مدينة مغربية ، وصولا الى مراحل انخراط الساكنة الأطر التربوية والفاعلين ثم ارساء سلسلة الفرز والتثمين مع إصدار 3 دلائل حول تدبير النفايات المنزلية …نتمنى في جمعيتنا المناضلة ان يتحقق حلم تأهيل بيئي سليم لاحيائنا جميعها عبر تدبير محكم للنفايات للتخلص منها عبر تثمينها كسبيل ناجع لانخراط المتدخلين الذي يستند اساسا إلى وعي المواطن وحسه بأهمية النظافة وانعكاسها الإيجابي على كل المجتمع.