في الوقت الذي لازالت فيه الحكومة المغربية تمتنع عن تقديم أي توضيحات أو أرقام، بخصوص أعداد الشباب المغاربة الذين ركبوا "مقبرة المتوسط" منذ يناير الماضي صوب الجنوب الإسباني على متن قوارب الموت أو حول عدد الذين اختاروا طلب اللجوء في الجارة الشمالية؛ عادت أرقام رسمية إسبانية لتحرج الحكومة المغربية، إذ كشفت أن عدد طلبات اللجوء المقدمة من قبل الشباب المغاربة ارتفعت هذه السنة بشكل غير مسبوق لتصل إلى 44 في المائة. مصادر من وزارة الداخلية الإسبانية، التي تتجنب دوما الحديث رسميا خوفا، ربما، من إزعاج نظيرتها المغربية، أوضحت أنه منذ فاتح يناير الماضي طلب 765 مغربيا اللجوء بإسبانيا، مقابل 531 طلبا سنة 2017، حسب صحيفة "إلباييس". أكثر من ذلك، كشف المصدر ذاته معطى آخرَ يبين أن 40 مهاجرا سريا مغربيا وصلوا يوم الاثنين الماضي، إلى ميناء "موتريل" بمدينة غرناطة، كلهم طلبوا اللجوء بالجارة الشمالية، مبررين ذلك بكونهم ملاحقين من قبل السلطات المغربية بسبب مشاركتهم في الاحتجاجات التي عرفتها منطقة الريف. طلب اللجوء هذا، يمنع ترحيل المهاجرين المغاربة في الحين، ويعطيهم مهلة شهر في انتظار دراسة ملفاتهم، وهو الشيء الذي أكده خوسي كارلوس كابريرا عن لجنة مساعدة اللاجئين بالأندلس، مبرزا أنهم في اللجنة تلقوا اتصالات من أجل إجراء مقابلات مع بعض طالبي اللجوء. وعلى الرغم من احتمال ترحيل المهاجرين المغاربة يبقى ضئيلا، إلا أنه من الصعب أن يستفيدوا من بطاقة اللاجئ، نظرا إلى أن الحكومة الإسبانية تعتبر أن المغرب بلد آمن ولا يُمنحُ اللجوء إلى المنحدرين منه، علاوة على الاتفاقيات الموقعة بين البلدين، والتي تسمح بترحيل المهاجرين المغاربة المقيمين في الجارة الشمالية بطريقة غير قانونية. على صعيد متصل، شهدت مياه بحر "البوران" بين المغرب وإسبانيا فاجعة جديدة بعد غرق قارب موت كان على متنه 56 مهاجرا أمس الجمعة، إذ تمكنت مصالح الإنقاذ في البحرية الإسبانية انتشال ثلاث جثث و18 آخرين في عداد المفقودين، فيما تم إنقاذ 35 مرشحا. متحدث باسم خفر السواحل الإسبانية أوضح أن المهاجرين خرجوا من ساحل الناظور. كما تم يوم أول أمس الخميس إنقاذ 22 حرّاكا مغربيا من الموت المحقق كانوا على متن قارب مطاطي كان قريبا من الغرق. عملية الإنقاذ شاركت فيها عناصر الدرك الملكي المغربي والحرس المدني الإسباني، قبل أن يتم نقلهم إلى أحد موانئ المملكة بحكم أن عملية الإنقاذ تمت في المياه المغربية. وبشكل مواز، قامت عناصر أخرى تابعة لخفر السواحل الإسبانية باعتراض سبيل أربعة قوارب موت على متنها 47 مهاجرا سريا كانوا يستعدون للهبوط بشاطئ "مورسيا"، حسب وكالة الأنباء الإسبانية "إيفي". المصدر ذاته لم يؤكد أن الأمر يتعلق بمهاجرين مغاربة أو بمنحدرين من إفريقيا جنوب الصحراء.