يعاني كثيرا العاملون في الحقل التربوي وسائر الفاعلين فيه، غياب منابر الإعلام التربوي. ولا نعني بذلك المنابر الثقافية التربوية، كالمجلات البحثية، والتي يسجل تراجعها أيضا، ولكن أقصد بالإعلام التربوي النشرات والرسائل الإخبارية التي تعنى بنشر الخبر التربوي وتعميمه بين كل الفاعلين في الحقل التربوي والشركاء، من عاملين في التعليم كالمدرسين والمشرفين والإداريين، وجمعيات الطلبة والآباء، وهيئات المجتمع المدني المعنية بقضايا التربية والطفولة وغيرها. هذا الإعلام الذي غالبا ما كانت تتولاه المؤسسات التربوية العمومية كالوزارة والأكاديميات والنيابات، أضحى نشاطا هامشيا لا يحظى بأهمية. باستثناء بعض المبادرات التي تتحفنا بها بعض المؤسسات. ومنها مبادرة نيابة التعليم بالناظور، التي تصدر نشرتها الإخبارية الانفتاح ووزعت على الجمعيات الشريكة خلال اجتماع تشاوري احتضنته هذه النيابة خلال شهر فبراير. النشرة الإخبارية تقع في 16 صفحة، في إصدار اقتصادي، تضمنت أخبار أنشطة النيابة والمؤسسات التعليمية التي أقيمت بتعاون وشراكة مع جمعيات المجتمع المدني. أثار توزيع النشرة ردود فعل إيجابية بين الذين تلقوها، وأبدوا ملاحظات وجيهة، فكثير من الأنشطة التربوية المهمة لا يمكن الإحاطة بها لولا النشرة، ومنها خبر الفوز الرياضي المهم الذي حققه تلاميذ الإقليم في المنافسات الرياضية الوطنية، وأهمية التداريب واللقاءات التي أقامتها النيابة. والزيارات التبادلية للوفود الأجنبية التي تلقتها المؤسسات التعليمية. وغير ذلك من الأنشطة القمينة بالاعتبار. هذا يبرهن بشكل لا يقبل النقاش عل? أهمية الإعلام التربوي الإخباري. الذي ينطوي على نتائج مثمرة وآثار ايجابية على العاملين بالتعليم وكل والفاعلين التربويين لقدرته على تنمية مؤهلاتهم وزيادة قابليتهم على العمل والفهم، والتفاعل مع الآخرين الفاعلين في القطاع. فمتصفح نشرة الانفتاح تترك لديه انطباعا أوليا بأنه هو المقصود بخطابها الذي لا يقتصر على رجال التعليم فقط كما تعودنا عموما من نشرات بعض الجهات التي تغفل أو تتغافل عن أنشطة جمعيات المجتمع المدني وفعالياته، بالرغم من قيمتها وأهميتها وحيوية دورها في الارتقاء بالحياة المدرسية وتحقيق الجودة وتوفير شروط التمدرس الجيد في الوسط القروي بالخصوص الذي يعاني التهميش والإقصاء. إننا محتاجون لمثل هذه المنابر الإعلامية التي تزيد من التلاحم الاجتماعي، وتعزيز التفاهم والتآلف بين فاعلين في الحقل التربوي يتطلعون إلى التقدم والرفاه وترسيخ السلام الاجتماعي، في وقت تتسارع فيه التطورات الاقتصادية والتحولات الاجتماعية التي تلقي بضلالها الكثيفة على حياتنا وترسم معالم الغد أيضا. إن الإعلام التربوي يساهم بشكل فعال في تعريف المواطن بحقه في التنمية، ويبين له سبل ضمانه والحفاظ عليه. وكيفية المطالبة به والحصول عليه، ويتحدد دور هذا الإعلام في استيعابه لمحتويات خطط وبرامج التنمية الشاملة وفلسفتها واهدافها الرئيسية بقصد تعميم نشرها بين العاملين في القطاع والفاعلين فيه لإشاعة الوعي بأهمية المشاركة في خطط التنمية وقيمة مساهمتهم ومخاطر إحجامهم، إلى جانب فتح قنوات الحوار بين هؤلاء الأطراف على مستوى عمومي من أعلى إلى أسفل ومستوى أفقي بين الفاعلين والعاملين. بقصد انضاج الافكار وتحويلها في الميدان إلى مبادرات تربوية تعليمية خلاقة ومبدعة، تراعي الشرط التربوي وتسهم في تحقيق الجودة وضمان الحق في التعلم والتنمية