تعليمات صدرت للتحقيق في إصابة خمسة قاصرين كانوا على متنها لحظة الحادثة الصباح / عبد الحكيم السباعي علمت «الصباح» من مصادر متطابقة أن عددا من رجال الأمن بمفوضية الشرطة ببني أنصار جرى عرضهم على قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بالناظور في إطار الاستنط ق التفصيلي، وامتد الاستماع إليهم إلى حدود الساعات الأولى من صباح أول أمس (الأربعاء)، وسط حضور وازن لمختلف الأجهزة الأمنية. وحاولت «الصباح» السعي لدى أكثر من مصدر رسمي للحصول على معلومات دقيقة حول هوية رجال الأمن المشار إليهم ورتبهم، وملابسات القضية التي يتابعون على ذمتها، إلا أن كل تك المحاولات باءت بالفشل بسبب التعتيم الكبير الذي فرض على الملف حتى لا يتم تداوله في وسائل الإعلام. وتشير المصادر نفسها إلى أن خمسة من رجال الأمن تم إخضاعهم للحراسة النظرية قبل عرضهم على قاضي التحقيق، يتابع ثلاثة منهم وبينهم ضابط للشرطة القضائية بالمفوضية المذكورة في حالة اعتقال، وقد تمت إحالتهم على السجن المحلي، بينما يتابع اثنان أخران في حالة سراح. وحسب معلومات حصلت عليها د«الصباح»، فان وقائع هذه المتابعة تعود إلى سنة 2007 ، حيث خرج اثنان من رجال الأمن التابعين لمفوضية بني انصار على متن سيارة تابعة للأمن ودخلآ منطقة كانت تابعة لجماعة فرخانة الخاضعة وقتها لنفوذ الدرك الملكى، وفى طريق عودتهما تصادفا مع وجود خمسة قاصرين كانوا يمشون على قارعة الطريق، ولأسباب ما تزال مجهولة تم توقيف القاصرين ونقلوا على متن سيارة الأمن إلى المفوضية للبحث معهم. وحسب المعطيات ذاتها، فقد تحولت رحلة القاصرين الخمسة نحو المفوضية إلى مغامرة خطيرة بعد أن دخل رجلا الأمن في مطاردة لإحدى السيارات المشبوهة، وأثناء إيقاف صاحبها حضرت سيارة ثانية تابعة للأمن تولت نقل السائق الموقوف بينما تكلف احد رجلي الأمن بسياقة السيارة المحجوزة، وأخر واصل نقل القاصرين باتجاه المفوضية، غير انه تعرض لحادثة سير بعد انحراف سيارة الأمن على جانب الطريق، وهي الحادثة التي نتجت عنها إصابات بين القاصرين الخمسة، إذ تعرض “توفيق.أ” لإصابة خطيرة برأسه، وأصيب «أحمد»د بكسر بذراعه، و”ياسين» بكسر في رجله، بينما أصيب «رضوان» و”فيصل” إصابات خفيفة. ورغم خطورة الحادثة ومعاينة عدد من المسؤولين لها، إلا أن تلاعبا حصل بشكل من الأشكال في محضر حادثة السير أضاع حقوق الضحايا بشكل مقصود، خصوصا حالة القاصر “توفيق.أ” الذي استمر في تلقي العلاج لأشهر بالمستشفى الحسني بالناظور بعد مدة قضاها بقسم الإنعاش، قبل أن يقرر احد أخواله المقيم بأوربا نقله خارج المغرب لمتابعة حالته الصحية، ليعود لاحقا بعد رحلة لم تكلل بكثير من النجاح للعيش في كنف أسرته المتواضعة ماديا . وذكر مصدر مقرب «دالصباح» ، أن أولياء الضحايا طرقوا بعد الحادثة أكثر من باب بدون جدوى، قبل أن يتمكن الصيف الماضي والد توفيق، المدعو .”بنعيسى.أ” من تسليم الملك محمد السادس الذي كان في زيارة إلى منطقة فرخانة لتدشين مسجد بها ، رسالة حملت تفاصيل الحادثة ومعاناة الأسرة الفقيرة جراء إصابة توفيق بعاهة مستديمة. وأضاف المصدر ذاته، أن تعليمات عليا صدرت للبحث في الموضوع ومعاقبة المتورطين والمشاركين في التلاعبات التي عرفتها القضية، وشملت التحقيقات التي أجريت الاستماع إلى رئيس مفوضية بني انصار، ومسؤول امني سابق بالناظور، في حين ينتظر أن تكون لإعادة فتح هذه القضية تداعيات مثيرة من شأنها الكشف عن تلاعبات أخرى قد تكون شابت محاضر عديدة أنجزها رجال الأمن المتا بعين أثناء فترة عملهم بمفوضية الأمن ببني انصار.