في وجه آخر لثقل الأحكام الصادرة عن المعتقلين على خلفية حراك الريف، يوم الثلاثاء الماضي، يوجد شباب في عمر الزهور، صدرت في حقهم أحكام بسنين العمر، فعدد من المعتقلين لم يتجاوز سنهم 20 سنة، ولا يزالون تلاميذ، لم يغادروا مقاعد الثانوية، على رأسهم بلال أهباض، وهو أصغر المعتقلين على خلفية الحراك. بلال أهباض، أصغر معتقلي حراك الريف من مواليد عام 1998، في مدينة إمزورن، يدرس في السنة الثانية باكالوريا، حُكم عليه بعشر سنوات سجنا نافذا، بتهم جنائية ثقيلة أبرزها المس بالسلامة الداخلية للدولة، وعرقلة سير ناقلة بغرض تعطيل المرور، والمشاركة في ذلك، وإهانة رجال الأمن، والاعتداء عليهم. عائلة أهباض استقبلت قرار حكم ابنها بالزغاريد، كما نقلت ذلك إحدى شقيقاته، التي كتبت تدوينة في حسابها في "فايسبوك" تتضمن رسالة أخيها المعتقل كونه "يفتخر بالحكم، الذي صدر في حقه، والذي سيدخل كل المعتقلين إلى التاريخ، والأحكام ستنتهي يوما ما". مآساة عائلة أهباض لم تنته عند اعتقال ابنها، يوم 22 يوليوز الماضي، على خلفية المسيرة المليونية، التي شهدتها المنطقة، بل تجاوزت ذلك باعتقال نهال أهباض، شقيقته، شهر مارس الماضي، بعد دعوتها عبر المباشر في فايسبوك إلى الخروج للاحتجاج في مدينة إمزورن، من أجل المطالبة بإطلاق سراح المعتقلين على خلفية حراك الريف، ومن بينهم شقيقها بلال. يوم إصدار الحكم على بلال حصلت والدته على تأشيرة السفر للعلاج خارج المغرب من مرض يفتك جسدها، وذلك بعد تدخل محسنين، تكفلوا بمصاريف علاجها.