خطاب حمال أوجه. خطاب مفاجئ أذهل الكثيرين. خطاب خيب أمال قسط عريض من الشعب، وبالأخص ساكنة الريف وعائلات المعتقلين، المحتجين او الصحافيين منهم. أمام هذه المفاجأة الصاعقة، يصعب فهم الأبعاد الحقيقية للخطاب وخلفياته. ولذلك لا يمكننا إلا طرح تساؤلات عدة: – هل هذا الخطاب يتموقع في خانة المثل الشعبي "كم قضينا من حاجة بتركها"؟ – -هل يعبر عن قناعة بأن حراك الريف وصل إلي نهايته ومداه، وانه لم يعد هناك أي خطر، وأن الإجراءات التي اتخذت ستنهي الاحتجاجات؟ – هل بهذا الخطاب يراد أن يفهم أن المخزن"لا يهزم ولا يهان"؟ بالمقابل يمكن أن نتساءل: – هل سيؤجج هذا الخطاب الحراك والاحتجاجات التي تسانده ؟ – هل سيدفعهم إلي التصعيد و التطرف؟ – كيف للمعذبين في" أجمل بلد في العالم" أن يتفهموا ويتقبلوا ويستوعبوا البعد الاستراتيجي للتدخل المالي والاقتصادي لبلدهم في الشأن الإفريقي؟ ولماذا لم تعطى لهم الأولية في الصحة والتعليم و فرص الشغل ؟ ومنهم من سيقول "اش خصك العريان خاتم امولاي" او "هل شاط الخيرعلينا حتي صرنا نصدقوه علي غيرنا" او" ليست الصدقة في الأقارب أولى"؟ كما أن الكثيرين سيتساءلون لماذا لم يحتوي، ولو جزء من الخطاب، علي ما تم تنزيله من خطاب العرش علي ارض الواقع وعلى ما آلت إليه لجنة التحقيق حول الاختلالات التي شابت عدة مشاريع التي كانت مبرمجة للنهوض بالمناطق الريفية؟ أما على النطاق الدولي، فان المتتبعين للشأن المغربي في كل من فرنسا و اسبانيا والولايات المتحدةالأمريكية بالأخص، سيخيب أملهم، لأنهم كانوا ينتظرون من هذا الخطاب أن يأتي بجديد، ولو بحلحلة الوضع في المناطق الريفية الذي تطرقت له أمهات الصحف العالمية، وضع وصفته بالقابل للانفجار. (انظر ما كتبته نيويورك التايمز والبايس و لوموند). هل سيطمئن هذا الخطاب رجال الأعمال المغاربة والمستثمرين الأجانب ؟ هل وحده المستقبل سيجيب علي هاذه الاسئلة و التساؤلات؟