عبد الله ، رجل خمسيني، يعاني من مرض القلب وروماتيزم، إلتقيته بالصدفة، يشكي و يحكي لكل من يصادفه ينحدر من دوار قروي مجاور لمدينة زايو(إقليمالناظور) ، قدم إلى الرباط من قريته النائية، ليرابط أمام الباب الرئيسي لمستشفى عمومي بالرباط منذ أسابيع، إنه ينتظر دوره الذي ربما لن يأتي ، نحن الآن في قلب الانتظار الكبير الذي يعانيه المواطنون القادمون من المناطق النائية، في طوابير كبيرة أمام البوابات الرئيسية، ويواجهون تكاليف العلاج الباهظة، مرمية أجسادهم بين سما سرة الدواء، وتخترق مخيلتهم أسئلة كثيرة وعميقة .. إلى متى سنعيش ككائنات حية غير معنية بالعلاج في مغربنا الحبيب؟. سألني عبد الله بعد أن أرتشف من كأس الشاي، "فوقاش يفتحو لينا سبيطار راه كنحس براسي قريب نموت .. عارف ماغادي يديرو ليا والو المهم نشوفو مبني و عدنا حتى حنا سبيطار" ، سؤال جمد تفكيري ، وأرعبتني صحته المتهالكة و نظراته الحاقدة ، حزنت لأجله كثيرا ،ولم أجد بما أشفي غليله الذي كان عبارة عن سؤال بريء ، حتى جوابا كافيا لسؤاله لأني لا أملك معطيات دقيقة لصعوبة الولوج إلى المعلومة في بلدنا . حتى أني فتشت في موقع وزارة الصحة تفتيشا لم أجد شيئا و لو معلومة واحدة عن موعد التسليم. بدوري أسأل متى سيسلم و يفتح مستشفى مدينة زايو التي لا تزال أشغال بناءه مستمرة بشكل بطيء ، رغم مرور تقريبا السنتين و نصف على بداية الأشغال يناير 2015 . و ما زاد الساكنة قلقا و استياءا هو توقف عملية بناء المستشفى من جديد لأزيد من شهر ، خاصة وبعد خروج سكان مدينة زايو في مسيرة 25 فبراير التي ألزمت الوالي السابق للجهة الشرقية محمد امهيدية النزول الى عين المكان، و الذي أكد على اقتراب انتهاء الاشغال مع متم العام الحالي 2017 . المعطى الذي أصبح بعيد المنال و خاصة بعد هذا التوقف المفاجئ. يبدو أن يوم افتتاح المستشفى المحلي بزايو الذي تنتظره 35 ألف نسمة والمناطق المجاورة لها كجماعة حاسي بركان .. على أحر من الجمر ، سيؤجل الى موعد غير محدد مضببة معالمه، و هكذا ستطول معاناة الساكنة التي تتخبط يوميا في مشاكل كبيرة داخل المركز الصحي ، و تجبر الى التنقل صوب المستشفى الحسني بالناظور أو المصحات الخاصة..