تمكن سكان بلدة حاسي بركان، الواقعة تحت النفوذ الترابي لدائرة زايو الأحد الماضي، من إنقاذ حياة سيدة أصيبت بنزيف دموي حاد نتيجة مضاعفات وضع حملها، وتم نقلها إلى المستشفى الحسني بالناظور في حالة غيبوبة، حيث وضعت تحت المراقبة الطبية وما زالت ترقد إلى الآن في جناح الولادة. وتعود تفاصيل الأحداث حين دخلت إحدى السيدات في غيبوبة نتيجة مضاعفات وضع مولود بدوار أولاد عثمان بالجماعة القروية حاسي بركان، بعد أن تعرضت لنزيف حاد، وتطلب ذلك نقلها على متن سيارة خاصة نحو مقر الجماعة، التي تتوفر على سيارة إسعاف بهدف نقلها إلى المستشفى الحسني بالناظور على بعد حوالي 50 كلم. وبعد أن تبين أن الجماعة لا تتوفر على سائق، تم نقل السيدة في حالة خطيرة إلى المستوصف المحلي حيث قدمت لها إحدى المولدات الإسعافات المستعجلة إلى حين وصول سيارة إسعاف تابعة للوقاية المدنية بزايو، والتي نقلتها إلى المستشفى الإقليمي للناظور، في سباق ضد الساعة، بعد اتصال هاتفي بخليفة القائد الذي هاتف بدوره مصالح الوقاية بزايو التي هرعت عناصرها إلى عين المكان بمعاينة قائد أولاد ستوت. وعبر السكان عن استيائهم العميق مما أسموه «انعدام المسؤولية» لدى مسؤولي جماعة حاسي بركان الذين استرخصوا صحة وحياة الساكنة، وتساءلوا عن سبب وجود سيارة إسعاف بالجماعة بدون سائق ولا تقوم بدورها، في الوقت الذي توظف فيه في خدمات أخرى ولا تتوقف عن التجوال في أنحاء المدينة، محذرين من أن السكان سيقومون بمحاصرتها في حال ضبطها تخدم أغراضا شخصية. كما أشار السكان إلى أن السيارة لا تتحرك من مكانها رغم وقوع حوادث سير على الطريق الوطني الرئيسي رقم 19 الربط بين حاسي بركان وتاوريرت، قد يصل عددها في بعض الأحيان إلى أكثر من أربع حوادث في اليوم. ووجه سكان الجماعة نداء إلى المسؤولين قصد إيلاء العناية بالمستوصف المحلي الذي يعاني من خصاص في الطاقم الطبي (بعد انتقال طبيبته) والتمريضي خاصة المولدات، ومستخدمات النظافة وحارس، وافتقاره إلى التجهيزات الطبية الخاصة بالفحص وبالأشعة تضاف إلى نقص حاد في الأدوية، كما تم تسجيل عدم وجود سياج بمحيط المستوصف يحميه من الحيوانات والغرباء، رغم أنه تم في سنة 2010 تخصيص 15 مليون سنتيم لهذا الغرض لكن تم تحويلها إلى أشياء أخرى.