في مسيرة ضخمة تاريخية، شهدتها العاصمة الرباط، اليوم الأحد، تجاوز عدد الحاضرين فيها 150 ألف مشارك، بكثير، علت الأصوات المنددة ب"الحكرة والاعتقالات" التي تطال منطقة الريف. مسيرة اليوم، غابت عنها الوجوه السياسية، فيما برزت جماعة العدل والإحسان التي نزلت بكل ثقلها إلى الشارع. وكان لافتا الحضور القوي الذي بصمت عليه جماعة "العدل والإحسان"، في هذه المسيرة. وظهرت الجماعة بتنظيم محكم حيث تم فصل النساء عن الرجال طول المسيرة، ورفع المحتجون شعارات قوية كلها تندد بما سموه "السياسات المخزنية ضد الشعب المغربي". ورفع شباب النهج الديمقراطي، وشبيبة الاتحاد المغربي للشغل، والمنظمة الديمقراطية للشغل شعارات قوية عكست النفس الاحتجاجي الذي تشهده منطقة الريف، وطالبوا "برفع العسكرة عن الريف". وعاين الموقع مشاركة عدد من الشباب المنتمين إلى الشبيبة الاتحادية في هذه المسيرة، وشاركت إلى جانبهم حنان رحاب، عضو المكتب السياسي لحزب الوردة. كما شارك عبد الله البقالي، وعادل بنحمزة عضوا اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال في هذه المسيرة، ورددا، إلى جانب المحتجين شعارات تضامنية مع حراك الريف. وعرفت المسيرة مشاركة المنسق الوطني للحزب المغربي الليبرالي محمد زيان، ونائبه إسحاق شارية، حيث وقفا إلى جانب عائلة المعتقلين، قبل أن يتدخل بعض النشطاء المنتمين إلى منطقة الريف والتمس من زيان ترك العائلات وحدهم تفاديا لتسييس مطالب الحراك. وعرفت المسيرة، فضلا عن ذلك، مشاركة شباب من منظمة التجديد الطلابي، يتقدمهم رئيسها، رشيد العدوني، وعدد من الشباب المنتمين لحركة التوحيد والإصلاح ولحزب العدالة والتنمية بصفتهم الفردية، بعدما لم يصدر حزب العدالة والتنمية وحركة التوحيد والإصلاح، أي توجيه يمنع شبابه من الخروج في هذه المسيرة كما فعل في 20 فبراير 2011. ورفعت 20 فبراير رايتها على طول المسيرة، وهتفت بشعاراتها التي طالبت برفع الحكرة وبالعدالة والاجتماعية ونددت ب"عنف المخزن وتدخلاته الأمنية العنيفة في حق المحتجين السلميين". وفِي المقابل، كان من أبرز الغائبين قيادات العدالة والتنمية وقيادات حزب الاصالة والمعاصرة، وباقي الأحزاب الأخرى. وغابت عن الأنظار كل قيادات الأحزاب السياسية، ومن بينهم حميد شباط رغم إعلانه في لقاء حزبي، أمس السبت، مشاركته في المسيرة. هذا، وردد المحتجون شعارات تطالب بإطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين وفِي مقدمتهم شباب حراك الريف المعتقلين على خلفية الاحتجاجات التي تشهدها المنطقة. كما طالب المحتجون بامتثال الدولة لمطالب كل شرائح المجتمع المتمثّلة في الديمقراطية والعدالة والكرامة والعيش الكريم. وأدانوا التدخلات الأمنية العنيفة التي تتم في حق المحتجين سلميا في الريف ومختلف مناطق المغرب. وبقيت الأجهزة الأمنية في وضع المتفرج ولزمت الحياد وبقيت تعزيزاتها الأمنية بعيدة عن المسيرة باستثناء باب البرلمان الذي تم تطويقه بالكامل.