لقد إنطلق منذ شهرين تقريبا الموسم الدراسي جديد بحلة جديدة و أهداف مسطرة جديدة لن يتحقق منها ولو نسبة ضئيلة قد تشفع لمن يتحمل مسؤلية تسير قطاع يعتبر العصب الحساس للمجتمعات و الأمم من تجنب اللوم و العتاب الشكلي ما دمنا في بلد لا يعاقب من يفشل في تسير قطاع من القطاعات المصيرية و يعاقب من يسرق البيضة و الدجاجة. قلت لقد إنطلق الموسم الدراسي من جديد ونطلقت معه سلسلة الإضرابات المتتالية التي تسهر على تنظيمها تلة من الإستغلاليين و الإنتهازيين الطامحين في تسلق السلم الإجتماعي بطرق ملتوية تعتمد على الإبتزاز و التهديد. اليوم بالضبظ وقفت على حقيقة ما يجري من حولي بعد أن وقفت مندهشا من تصرفات الأساتذة المشاركين في هذا الإضراب المشؤوم الذي يضرب مصلحة أبناء الشعب الكادح بصفة عامة في الصميم, قد يقول البعض أن الإضراب سيأثر أيضا على أبناء هؤلاء الأساتذة بين قوسين. إلى أنني سأجيبه بأن نسبة 95% من أبناء الأساتذة و المعلمين يدرسون في المدارس الخصوصية مما يدل على إعترافهم أنهم حقا أناس لا يصلحون لتحمل مسؤولية تربية الأجيال لكونهم فشلوا ويفشلون في تدريس و تعليم أطفالهم ما بالك بأبناء الشعب. قلت و قفت على حقيقة جد خطيرة كوني أعمل كأستاذ للتعليم الخصوصي. هذه الحقيقة صدمتني و جعلتني أسرح في مخيلتي محللا الوضع من زاوية نظري علني أجد جوابا مقنعا لأسئلة تحيرني. قلت حقيقة جد مفزعة وهي كذلك, هذا الصباح و أنا بصدد إلقاء درس على تلاميذي و إذا بتلميذ يرفع صوته ببراءة كأنه حقق نصرا قائلا : يا أستاذ اليوم أبي لم يذهب إلى العمل فأجبته : ولما , هل هو مريض ؟ قال : لا , إنه في المنزل , اليوم لديهم إضراب نزلت علي تلك الكلمة كالصاعقة , فكانت ردة فعلي أن قلت – هو داير إضراب على ولاد الشعب , ولادو مسفتهم يقراو –مشي حشومة عليه. لم تفارق ذهني تلك الكلمة. فقمت بجولة أحصيت فيها عدد التلاميذ الذين يعمل أبائهم و أولادهم في سلك التعليم , و جدت نسبة كبيرة جدا حيث أن معظم التلاميذ أولياء أمورهم يشتغل في قطاع التعليم و لسخرية القدر ولا واحد من أولائك التلاميذ تغيب وكل أبائهم أضرب عن العمل بل و إن زعيما نقابيا بين قوسين من دعات الإضراب أولاده كانوا أول من وصل الى المؤسسة . ليس من العيب أن يدافع الشخص عن حقوقه التي يراها قد أخذت منه , لكن العيب أن يتسم الشخص بالخبث و الإنتهازية و الوصولية.إن كنت مضربا, فعتبر الإضراب عام و لا تمارس الشوبينية. التعليم العمومي على المحك و السبب هم هؤلاء الأشخاص الذين غيبوا ضميرهم داخل الفصل الدراسي و خارجه. و خير دليل على ذلك مستوى تلاميذتهم و مستواهم هم أيضا بحيث أن جل هؤلاء الأساتذة فور أن يتحصل على ذلك المنصب بطريقة سواء أكانت تتسم بالشفافية أو شيئ أخر , تجده قد أقلع عن المطالعة و البحث و كرس جل وقته في البحث عن سبيل لتسلق السلم الإداري و الإجتماعي في وقت قياسي خاصة في هذا الإقليم الذي يعتبر – بلاد المال-.و عندم تسأله عن حالة التعليم المزرية و السبب وراء تدني مستوى التلاميذ, تجده يشير بأصابع الإتهام الى الوزارة الوصية, و حينما تحاول أن تجعله يقارن بين المدرسة العمومية و الخصوصية , ينطلق في إنتقاد أساتذة التعليم الخصوصي مشيرا إلأى عدم تلقيهم تكوينات بيدوغوجية وكذا ....وكذا .......و كذا ............f لكن أبنائه لا يعرفون سبيلا الى المدرسة سوى عبر حافلة مدرسية تمر عليهم كل صباح فما هو رأيكم ؟؟؟؟