واعتبر إعلاميون، في ندوة حول حراك الريف من وجهة نظر إعلامية، عقدت ليلة الخميس بمقر حزب الاشتراكي الموحد، أن الصراع بين الأطراف السياسية في الآونة الأخيرة، خاصة قبيل انتخابات 7 أكتوبر التشريعية، أخرى بظلاله على المنطقة وساهم في هذه الاحتجاجات. وذهب الصحافي غسان وائل القرموني إلى التأكيد في معرض مداخلته على أن الصراع الحزبي، خاصة بين العدالة والتنمية والأصالة والمعاصرة بالمنطقة، كان له دور كبير في ظهور الحراك. واستدل الصحافي ذاته، الذي زار المنطقة وأعد تحقيقا في الموضوع، على ذلك بكون الصراع بين "البيجيدي" بقيادة عبد الإله بنكيران، و"البام" بزعامة إلياس العماري، أدى إلى شلل وتجميد مشاريع عديدة ومهمة بالمنطقة، على رأسها الطريق الرابط بين مدينة الحسيمة ومدينة تازة. من جهته، اعتبر صلاح المعيزي، الأستاذ بالمعهد العالي للإعلام والاتصال، وهو يقدم خلاصات متابعته لتعامل الصحف بمختلف أنواعها مع "حراك الريف"، أن "بعض الزملاء الصحافيين يكتبون مقالات من داخل مكاتبهم المكيفة في الدارالبيضاء، من شأنها إرسال أناس أبرياء إلى السجن". وأردف المتحدث نفسه، وهو يقارن بين تجربتين إعلاميتين مختلفتين في خطهما التحريري، ويتعلق الأمر بصحيفتي "الأحداث المغربية" و"أخبار اليوم"، أن الأولى دبجت مقالات تجرم الحراك الشعبي؛ كما نشرت صورا طوال هذه المدة تتضمن تعرض الأجهزة الأمنية للاعتداء، إلى جانب صور تتعلق بالتخريب، ما يعني بحسبه أنها تهيئ الرأي العام لتقبل أن الأمر يتعلق بمؤامرة. أما الصحيفة الثانية، فيضيف المتحدث نفسه، فعملت خلال هذه الفترة على مواكبة الحراك ونشر صوره، وضمنها صور أعلام الريف، إلى جانب الحضور البارز لنشطائه في مقالاتها. من جهته، قدم المحامي سعيد بنحماني، عن هيئة الدفاع عن المعتقلين، بعض المعلومات عن زيارته لهم بمقر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، وأكد أن مجموعة "جلول" سيتم تقديمها على أنظار الوكيل العام بمدينة الحسيمة، مشيرا إلى أنه لم تتم زيارة الناشط ناصر الزفزافي لكون التحقيقات لازالت جارية معه. وحول ما إن تعرض المعتقلون للتعنيف، أوضح المحامي ذاته أنهم أكدوا عدم تعرضهم له داخل مقر الفرقة الوطنية، مشيرا إلى أنهم تعرضوا لمعاملة غير جيدة داخل مخفر الشرطة بالحسيمة أثناء اعتقالهم.