تضطلع الرياضة المدرسية بدور إيجابي وفعال في تقويم سلوك التلميذ، هو على الأقل الدور المفروض أن تلتزم به، كما هو من المفترض أن تساهم في رسم صورة بطل رياضي قادم، ومرافقة مشروع تكوينه إلى أبعد حد ممكن. من هذا المنطلق، تبدو الرياضة المدرسية كنشاط حيوي يجب أن ترصد له كامل الامكانيات، ويولى له كل الاهتمام. والتاريخ يذكرنا دائما، بتلك المكانة الرائعة التي كانت تحتلها الرياضة المدرسية في حياة التلاميذ، في زمن جميل مضى، زمن كانت تعد فيه المدرسة مشتل لتوليد الأبطال، ومزرعة تغني أرصدة الأندية والجامعات الرياضية والجمعيات في كل ربوع الوطن. و للأسف، عندما تخلت المدرسة عن دورها في التنشيط الرياضي، أصيب الجسم الرياضي الوطني بالوهن والضعف، وتقلصت نسبة الأبطال وتأخر الركب الرياضي، و بحث الجميع عن سبب تردي الحالة الرياضية، بدون أن ينتبه البعض و يربط ذلك بتراجع الرياضة المدرسية عن دورها الحقيقي السابق! لقد ظلت الرياضة المدرسية منذ زمن غائبة عن تأدية دورها في اكتشاف المواهب وصقل الإمكانات، وكان الجميع يأمل أن تستمر المدارس في تقديم الرياضيين للأندية التي تصقل مواهبهم وتحافظ عليهم حتى يصلوا إلى النجومية. غير أن الوضع أصبح اليوم غير مطمئن ولا يبعث على التفاؤل! لماذا تراجعت الرياضة المدرسية بكل هذا الشكل؟ علما بأنها تعد أغنى جامعة رياضية من بين كل الجامعات! من يذكر ألعاب القوى يذكر اسماء ابطال جعلوا المغرب يذكر في كل الملتقيات الدولية كمنجب لأبطال أدهشوا العالم بإنجازاتهم وبأرقامهم القياسية .من يذكر ألعاب القوى لابد ان يذكر نوال المتوكل، سعيد اعويطة ، خالد السكاح، هشام الكروج، صلاح حيسو، ابراهيم بولامي، زهراء واعزيز، فاطمة عوام، عادل الكوش وغيرهم والذين برزوا خلال البطولات المدرسية الوطنية والعالمية ومنهم من حقق أرقاما قياسية وطنية، ومنهم : سعيد عويطة الذي حطم الرقم القياسي في مسافة 5000 م سنة 1979 بمدينة سطات 17دقيقة و15 ثانية و7 اعشار جزء المائة.وكان حينها يدرس بإعدادية ابي العباس السبتي بفاس.ثم هناك نوال المتوكل التي حطمت رقمين قياسيين وطنيين لمسافتي 100 م و200 م وذلك في سنة 1979 . زهر اء واعزيز : حطمت رقمين قياسيين في مسافتي 1500 و3000 م سنة 1987 وكانت حينها تدرس بالاعدادية الجديدة بالخميسات