تضطلع الرياضة المدرسية بدور إيجابي وفعال في تقويم سلوك التلميذ، هو على الأقل الدر المفروض أن تلتزم به، كما هو من المفترض أن تساهم في رسم صورة بطل رياضي قادم، ومرافقة مشروع تكوينه إلى أبعد حد ممكن. من هذا المنطلق، تبدو الرياضة المدرسية كنشاط حيوي يجب أن ترصد له كامل الامكانيات، ويولى له كل الاهتمام. والتاريخ يذكرنا دائما، بتلك المكانة الرائعة التي كانت تحتلها الرياضة المدرسية في حياة التلاميذ، في زمن جميل مضى، زمن كانت تعد فيه المدرسة مشتل لتفريخ الأبطال، ومزرعة تغني أرصدة الأندية والجامعات الرياضية والجمعيات في كل ربوع الطن. للأسف، عندما تخلت المدرسة عن دورها في التنشيط الرياضي، أصيب الجسم الرياضي الوطني بالوهن والضعف، وتقلصت نسبة الأبطال وتأخر الركب الرياضي، وبحث الجميع عن سبب تردي الحالة الرياضية، بدون أن ينتبه البعض ويربط ذلك بتراجع الرياضة المدرسية عن دورها الحقيقي السابق! لقد ظلت الرياضة المدرسية منذ زمن غائبة عن تأدية دورها في اكتشاف المواهب وصقل الإمكانات، وكان الجميع يأمل أن تستمر المدارس في تقديم الرياضيين للأندية التي تصقل مواهبهم وتحافظ عليهم حتى يصلوا إلى النجومية. غير أن الوضع أصبح اليوم غير مطمئن ولا يبعث على التفاؤل! لماذا تراجعت الرياضة المدرسية بكل هذا الشكل؟ علما بأنها تعد أغنى جامعة رياضية من بين كل الجامعات! إن الحديث عن الرياضة المدرسية ، استوجب المرور من بوابة «مديرية الارتقاء بالرياضة المدرسية»، وقد وجدنا كل أبوابها مفتوحة كما هي صدور المشرفين عليها، وعلى رأسهم الدكتورة امينة رامي مديرة المديرية ونائبة رئيس الجامعة الملكية للرياضة المدرسية، والذي هو وزير التربية الوطنية . السيدة أمينة رامي وهي تبسط أمامنا كل تاريخ الرياضة المدرسية، لم يفتها أن تنوه بمبادرة جريدة «الاتحاد الاشتراكي» في النبش في ذاكرة هذه الرياضة ، وفي التعريف بفلسفتها والاهداف التي من أجلها خلقت. الرياضة المدرسية منبع لاينضب أكدت أمينة رامي بأن الرياضة المدرسية منبع دائم النبض والجريان ، كما اعتبرتها مشتلا لخلق الخلف، مؤكدة أنه لايجب الاستعجال في جني الثمار،لأن النتيجة الآنية لم تعد مقبولة في الوقت الراهن ، لهذا، اضافت ، انه لابد من التوفر على نفس طويل ، والثقة في النفس مع التركيز على ضرورة المتابعة عن كثب للمواهب الرياضية بالمؤسسات التعليمية، والسهر على توفير التوجيه ، والتكوين من أجل صقل هذه المواهب التي ستكون قادرة على تمثيل الوطن احسن تمثيل قي المحافل الدولية سواء في اطار الملتقيات الخاصة بالرياضة المدرسية ،اوعندما يطرقون باب الاحتراف. أمينة رامي ركزت على ان الجامعة الملكية المغربية للرياضة المدرسية تبدأ في اكتشاف أبطالها من المتمدرسين منذ السن السادسة وترعاهم الى حين بلوغهم سن السابعة عشرة. بين أيدينا 5.6 مليون مشروع بطل وبالعودة إلى عدد المتمدرسين والبالغ عددهم 5. 6 مليون متمدرس بمختلف الاسلاك، تؤكد مديرة مديرية الارتقاء بالرياضة المدرسية، أن المؤسسات التعليمية قادرة على إعطاء المغرب مايكفي من الأبطال وفي مختلف التخصصات. كما لم يفتها أن تستدل بالعديد من الابطال المغاربة في ألعاب القوى والتي كانت بداياتهم في ملاعب المؤسسات التعليمية وتحولوا الى ابطال عالميين ترددت اسماؤهم في كل الملتقيات ورفعوا العلم الوطني في أكثر من سماء. ونظرا لما أصبحت تنتجه الملاعب المدرسية من مشاريع ابطال وما تضمه من مواهب،لم تخف رامي افتخارها بكون الاندية اصبحت تعتبر المدارس خزانا كبيرا يجب الاستفادة منه. وفي ختام كلامها لم يفت السيدة رامي ان تضيف بأن البرنامج الاستعجالي خصص مكانة هامة للرياضة المدرسية ، والتربية البدنية ، ويتجلى ذلك في تعزيز البنيات التحتية بملاعب رياضية قادرة على صقل المواهب الرياضية مع ما يواكب ذلك من تكوين للاساتذة ،اضافة الى تسطير برنامج سنوي للمسابفات الرياضية محليا وجهويا ووطنيا. أماكن وتواريخ البطولات الوطنية والمغاربية والعربية والدولية البطولات الوطنية { البطولة الوطنية للعدو الريفي أيام 1 و2 و3 يناير 2010 بأكاديمية دكالة عبدة. { البطولة الوطنية المدرسية للرياضات الجماعية (كرة اليد، كرة السلة، الكرة الطائرة والريكبي) أيام 28 و 29 و30 و31 مارس 2010 بأكاديمية جهة الرباط. { البطولة الوطنية المدرسية لكرة القدم (كأس دانون) ايام 1 و2 و3 و4 ابريل بأكاديمية جهة الغرب الشراردة. { اليوم الأولمبي المدرسي ،7 و8 و9 ماي 2010 بأكاديمية جهة الرباط. { البطولة الوطنية المدرسية الخاصة بالتعليم الابتدائي (الجمنزياد) من 27 يونيو 2010 الى 30 منه، بجهة فاس. { البطولة الوطنية المدرسية لالعاب القوى من 11 يوليوز2010 الى 14 منه بجهة طنجة تطوان. وفي ما يخص البطولة المغاربية للعدو الريفي فستنظم بساقية سيدي يوسف بتونس خلال شهر فبراير. أما الالعاب الرياضية العربية فستحتضنها لبنان خلال شهر يوليوز.فيما ستكون (الجمنزياد) العالمية بالدوحة في شهر دجنبر 2009 .في حين تنظم البطولة العالمية للعدو الريفي بسلوفاكيا. أبطال مغاربة من إنتاج الرياضة المدرسية من يذكر ألعاب القوى يذكر اسماء ابطال جعلوا المغرب يذكر في كل الملتقيات الدولية كمنجب لأبطال أدهشوا العالم بإنجازاتهم وبأرقامهم القياسية .من يذكر ألعاب القوى لابد ان يذكر نوال المتوكل، سعيد اعويطة ، خالد السكاح، هشام الكروج، صلاح حيسو، ابراهيم بولامي، زهراء واعزيز، فاطمة عوام، عادل الكوش وغيرهم والذين برزوا خلال البطولات المدرسية الوطنية والعالمية ومنهم من حقق أرقاما قياسية وطنية، ومنهم : سعيد عويطة الذي حطم الرقم القياسي في مسافة 5000 م سنة 1979 بمدينة سطات 17دقيقة و15 ثانية و7 اعشار جزء المائة.وكان حينها يدرس بإعدادية ابي العباس السبتي بفاس.ثم هناك نوال المتوكل التي حطمت رقمين قياسيين وطنيين لمسافتي 100 م و200 م وذلك في سنة 1979 . زهر اء واعزيز : حطمت رقمين قياسيين في مسافتي 1500 و3000 م سنة 1987 وكانت حينها تدرس بالاعدادية الجديدة بالخميسات.