سعيد الشلاوشي ( رئيس جمعية بسم الله بالريف ) الذكاء الوجداني هو قدرة الإنسان على التعامل الإيجابي مع نفسه ومع الآخرين بحيث يحقق أكبر قدر من السعادة لنفسه ولمن حوله ، وهو مجموعة من القدرات العقلية التي تمكن من اكتساب المعرفة و التعلم و حل المشكلات ، وهو عبارة عن مجموعة من الصفات الشخصية والمهارات الاجتماعية والوجدانية،التى تمكن الشخص من تفهم مشاعر و انفعالات الآخرين، ومن ثم يكون أكثر قدرة علي ترشيد حياته النفسية والاجتماعية انطلاقا من هذه المهارات ، إن استخدام مبادئ الذكاء الوجداني يساعد الوالدين على إنشاء علاقات قوية مع أبنائهما كما يساهم في تنمية الذكاء الوجداني عند الأبناء وتتجل أهمية الذكاء الوجداني في النقط التالية : 1 – يعطى دوراً هاماً في توافق الطفل مع والديه وإخوته وأقرانه وبيئته. 2 – يجعل الطفل والإنسان بصفة عامة ينمو سوياً ومنسجماً مع الحياة. 3 – يؤدي إلى تحسين ورفع كفاءة التحصيل الدراسي . 4 – يساعد على تجاوز أزمة المراهقة وسائر الأزمات بعد ذلك مثل أزمة منتصف العمر بسلام. 5 – يعتبر عاملاً مهماً في استقرار الحياة الزوجية فالتعبير الجيد عن المشاعر وتفهم مشاعر الطرف الآخر ورعايتها بشكل ناضج، كل ذلك يضمن توافقاً زواجياً رائعاً . 6 – والذكاء الوجداني وراء النجاح في العمل والحياة، فالأكثر ذكاءاً وجدانياً محبوبون ومثابرون وتوكيديون، ومتألقون وقادرون على التواصل والقيادة ومصرون على النجاح. ونظراً لتلك الأهمية البالغة للذكاء الوجداني، فيجب تنميته من خلال دروس تعليمية ودورات تدريبية وورش عمل بهدف الوصول إلى درجات عالية من الذكاء الوجداني ، فالشخص الذي يتسم بدرجة عالية من الذكاء الوجداني، يتصف بقدرات ومهارات تمكنه من أن: 1- يتعاطف مع الآخرين خاصة في أوقات ضيقهم. 2- يسهل عليه تكوين الأصدقاء والمحافظة عليهم 3 – يتحكم في الانفعالات والتقلبات الوجدانية. 4 – يعبر عن المشاعر والأحاسيس بسهولة. 5 – يتفهم المشكلات بين الأشخاص و يحل الخلافات بينهم بيسر. 6- يحترم الآخرين ويقدرهم. 7 – يظهر درجة عالية من الود والمودة في تعاملاته مع الناس. 8 – يحقق الحب والتقدير من الذين يعرفونه . 9 – يتفهم مشاعر الآخرين ودوافعهم ويستطيع أن ينظر للأمور من وجهات نظرهم. 10 – يميل للاستقلال في الرأي والحكم وفهم الأمور. 11 – يتكيف للمواقف الاجتماعية الجديدة بسهولة. 12 – يواجه المواقف الصعبة بثقة. 13 – يشعر بالراحة في المواقف الحميمية التي تتطلب تبادل المشاعر والمودة. 14 – يستطيع أن يتصدى للأخطاء والامتهان الخارجي. كيف نحسن نضجنا الوجداني؟ هي رحلة طويلة تبدأ من الطفولة المبكرة وتستمر حتى آخر لحظة في الحياة إذ ليس هناك سقف للنضج الوجداني. وإليك عزيزي القارئ بعض التوصيات: 1 – حاول أن ترى نفسك كما هي لا كما يجب أن تراها. 2 – تقبل الذات لا يعني موافقتها على ما هي عليه دائماً وإنما هي مرحلة مهمة يبدأ منها التغيير للأفضل. 3 – لا تحاول السيطرة على الآخرين،فبدلاً من السيطرة والتحكم في الآخرين حاول أن تتعاون معهم، وعندما يكون هناك صراع أو خلاف مع طرف آخر فحاول أن تصل إلى حل يكون الطرفان فيه رابحين، ولا تحرص على أن تكون أنت الرابح الوحيد دائماً . 4 – كن مستعداً لتغيير علاقتك الاجتماعية: 5 – احرص على أن تعرض نفسك للناس وللمواقف التي تخرج أحسن ما فيك 6 – ابحث عن معنى للحياة يتجاوز حدود ذاتك لأن إذا كان لديك هذا المعنى الكبير الممتد للحياة فإنك ستعمل للخلود وبالتالي ستكون أهدافك عظيمة ومحفزة لقدراتك لكي تنمو بشكل مضطرد. وعلامة نجاحك في الوصول إلى هذا المعنى هي شعور ثري وممتلئ بالحياة، ليس حياتك فقط بل أيضاً حياة الآخرين، وعمارة الكون، ذلك الشعور الجميل لا يحس به إلا من وصلوا إلى النضج الوجداني سعياً لوجه الله الذي امتدح صفات النضج الوجداني في رسوله صلى الله عليه وسلم قائلا : ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) صدق الله العظيم)