تعتبر الحدود بين الناظور، ومدينة مليلية المحتلة واحدة من النقاط الساخنة لتهريب البشر إلى أوربا، خصوصا مع تفاقم أزمة اللاجئين السوريين. في هذا الصدد، كشفت دراسة صادرة عن المعهد الجامعي للدراسات حول الهجرة في جامعة كومياس الإسبانية، أن مهربي البشر إلى إسبانيا يصطادون ضحاياهم في موقعين: في القرب من محطات النقل في حدود مليلية مع المغرب، وفي بلغراد، عاصمة صربيا، حسب صحيفة "لاإفورماثيون". وأضافت الصحيفة ذاتها أن اللاجئين السوريين، الذين وصلوا إلى المغرب عبر الجزائر، هروبا من الحرب الدائرة رحاها في بلدهم، يجدون أنفسهم مضطرين إلى دفع مبالغ مالية لمافيات التهريب، من أجل الدخول إلى إسبانيا بجوازات سفر مغاربة، منتحلين صفاتهم، نظرا إلى اتشابه في ملامح الوجه. وأوضحت الدراسة أن كل مرشح راشد مطالب بدفع، على الأقل، مليون سنتيم، بينما تتراوح سومة تهريب الطفل الواحد ما بين 4000 و7000 درهم، وكشفت أن 113 طفلا وصلوا إلى إسبانيا عام 2015 عبر المغرب، وصربيا اختفوا، ولا يعرف مصيرهم. أكثر من ذلك، أشارت الدراسة إلى أن المهربين لا يتحركون لوحدهم، بل بمساعدة الأجهزة الأمنية، سواء الإسبانية، أو المغربية، وذكرت أن الشرطة القضائية المغربية حققت "في الأسدس الثاني من السنة الماضية، مع 5 أمنيين في حدود بني أنصار بأمر من وكيل الملك بالناظور". وأشارت الدراسة نفسها إلى أن الأمنيين الخمسة كانوا يستفيدون من جزء من مبالغ مالية، تتراوح ما بين 10000 و20000 درهم، التي تحصل عليها المافيا لتهريب كل لاجئ سوري. وعلى صعيد متصل، تم اعتقال رجل أمني إسباني، واتخذت إجراءات تأديبية في حق أربعة آخرين بعد التأكد من تورطهم في التساهل، وغض الطرف عن شبكات تهريب البشر بين المغرب، وإسبانيا، مقابل مبالغ مالية، حسب موقع "الإسبانيول". والشرطي الإسباني، الذي كان يشتغل في المعبر الحدودي، الفاصل بين مدينتي بني أنصار، ومليلية المحتلة، تم توقيفه، أخيرا، بعد الاشتباه في مشاركته في تسهيل دخول مهاجرين غير شرعيين إلى مليلية، بعد شكاية قدمتها جمعية لحقوق الإنسان في الشمال المغربي ضده.