إقليم فجيج ومنطقة الهضاب العليا هي فضاء الرعي بامتياز، ومنبت الأغنام من فصيلة بني كيل المعروفة وطنيا بجودتها، وهي أيضا فضاء للتهميش وقساوة العيش والترحال المضني، لذلك حظي الإقليم باهتمام متزايد لمجلس جهة الشرق برئاسة السيد عبد النبي بعيوي، ترجمتها الزيارات المتكررة والمبادرات الجريئة التي كان الهدف من ورائها هو التخفيف من معاناة سكان هذه المناطق الرعوية فكانت مبادرة إحداث نقط لتجميع مياه الأمطار لاستغلالها في تربية الأغنام، كما كانت مبادرة توزيع حطب التدفئة على الرحل، ومبادرة تمكين بعض الجماعات من سيارات الإسعاف وحافلات النقل المدرسي… و لتفقد نقط تجميع مياه الأمطار لاستغلالها للأغراض الخاصة لمربي الأغنام بهذه المنطقة، حل رئيس مجلس جهة الشرق السيد عبد النبي بعيوي ونوابه والعديد من أعضاء من مجلس جهة الشرق، وثلة من الجسم الصحفي الجهوي، صباح يوم الخميس 12 يناير 2017 بجماعة تندرارة ووجدوا في استقبالهم عامل إقليم بوعرفة وبعض الكسابة من المنطقة، وتأتي زيارة اليوم للوقوف على الآثار الإيجابية لإحداث نقط تجميع مياه الأمطار التي تعرفها المنطقة خلال فصل الشتاء، والتي ساهمت في تقليل عبء البحث عن الماء لفائدة مربي الأغنام الرحل الذين كانوا يعانون الأمرين للبحث عن هذه المادة الحيوية والضرورية لتربية الأغنام. وكان هذا مطلب سكان المنطقة منذ أول زيارة لرئيس مجلس جهة الشرق بمعية بعض نوابه إلى مختلف قبائل وجماعات الإقليم، حين تم الاستماع إلى همومهم والإنصات إلى حاجياتهم. وأوضح السيد الرئيس في تصريح له للصحافيين المرافقين لوفد مجلس جهة الشرق أن هذه المبادرة تندرج في إطار اتفاقيةشراكة وتعاون التي تم توقيعها قبل ستة أشهر، بين مجلس جهة الشرق والوزارة المنتدبة لدى وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة المكلفة بالماء، تهم إحداث 100 نقطة لتجميع مياه الأمطار على مدى 5 سنوات، بمعدل 20 نقطة كل سنة، وأبرز السيد الرئيس أنه "تم إحداث في هذه الفترة التي تصل إلى ستة أشهر بعد توقيع الاتفاقية، ثماني نقط فيما سيتم إحداث النقط الأخرى خلال الشهور المقبلة"، وأضاف أن "هذا الورش يعتبر مكسبا لهذه المنطقة الرعوية بامتياز خصوصا وأنها منطقة حدودية، ولأن مجلس جهة الشرق قد أخذ على عاتقه تنمية المناطق الحدودية، فلم يجد بدا لإبداع أنماط من التدخلات التي تهم خدمة ساكنة هذه المناطق وتلبية طلباتهم وحاجياتهم." خلال تفقد إحدى هذه النقط كان بعض مربي الماشية بهذه النقطة منهمكين في تتبع عملية إرواء أغنامهم من هذه المياه التي جنبتهم تكاليف وجهود إضافية هم في غنى عنها، أحد هؤلاء المربين صرح للصحافة أنه "بإحداث هذه النقط تم ربح الوقت والجهد والمال"، إذ كانوا في السابق يقطعون أكثر من 30 كلمتر للوصول إلى نقط الماء وهي المسافة التي كان السيد الرئيس قد أشار إليها في تصريحه، فضلا عن شراء الماء بحوالي 400 درهم للحاوية، لضمان الماء لماشيتهم، وزاد " أن المعاناة تكون أكثر خلال فصل الصيف حيث ترتفع الحرارة مما يجبرنا على إرواء البهائم مرتين في اليوم، الأمر الذي يضاعف خسائر مربي الأغنام بهذه المنطقة"، لكن يستدرك الكساب " مع هذه النقط سنتفادى هذه الخسائر التي كانت تثقل كاهلنا، ولا نجد من شيء نجازي به مجلس جهة الشرق سوى الدعاء له بالنجاح في مهامه" إن الاهتمام بالمناطق الحدودية وخاصة تلك المتواجدة بإقليم فجيج ينبني على أسس تنموية وأخرى إنسانية واجتماعية، وإن الأخذ بعين الاعتبار تربية المواشي كنشاط رئيسي لسكان هذه المناطق يفرض على كل متدخل استحضار دوره المحوري في التنمية البشرية والمستدامة، فهو قطاع رائد في دوران العجلة الاقتصادية لكسابة هذه المناطق الذين يغلب عليهم طابع الترحال، وهو الطابع الذي صرح السيد الرئيس نيته للتقليل منه ضمانا لاستقرار هذه الفئة، ولأن البحث عن الماء والكلأ هو المحرك الرئيسي لترحال هؤلاء السكان، فإن إحداث هذه النقط عبر مختلف نقاط الإقليم سيقلل لا محالة من هذا الطابع الذي يفقدهم الكثير من مقومات الحياة الكريمة لسكان هذه القبائل. ولذلك أيضا صرح السيد الرئيس أن مجلس جهة الشرق سيعمل على إحداث حوالي 200 ثقب مائي بمختلف تراب جهة الشرق، وذلك إشارة أخرى من الإشارات العمل الدال لمجلس جهة الشرق.