عثر ليل الثلاثاء الى الاربعاء على جثث 29 مهاجرا مغطاة بخليط من البنزين وماء البحر في قاع قارب مكتظ في البحر المتوسط، ليبلغ عدد الذين قضوا خلال محاولتهم عبور المتوسط في 2016 رقما قياسيا من 3800، بحسب مفوضية اللاجئين. وقال المتحدث باسم المفوضية التابعة للامم المتحدة وليام سبيندلر لوكالة فرانس برس "يمكننا ان نؤكد ان 3800 شخص على الاقل قضوا او فقدوا في البحر المتوسط منذ بداية العام، ما يشكل اكبر حصيلة تسجل حتى الان". وفي 2015، بلغ اجمالي من قضوا في البحر المتوسط 3771 شخصا. والعام الماضي وصل اكثر من مليون شخص الى اوروبا عبر المتوسط، الا ان عددهم هذا العام بقي دون 330 الف شخص. وبدأت هذه الاعداد في الانخفاض بشكل كبير في اعقاب اتفاق بين الاتحاد الاوروبي وتركيا شهر مارس الماضي لوقف تدفق اللاجئين على الجزر اليونانية. وبلغت نسبة الوفيات واحد لكل 269 مهاجرا في 2015 اما في 2016 فقد بلغت النسبة واحد لكل 88 ناجيا حتى انها تبلغ واحدا لكل 47 ناجيا في اخطر الممرات وهو الرابط بين ليبيا وايطاليا وبدرجة اقل بين مصر وايطاليا. وفي الطريق بين ليبيا وايطاليا تسجل حوادث غرق مفزعة بسبب قوارب متداعية تغرق ومعها مئات البشر بشكل شبه يومي. ويسقط كثير من هؤلاء المهاجرين في اليم حين تنكمش القوارب من الهواء، ويقضي آخرون اختناقا بسبب انبعاثات المحروقات او بسبب تكدس الركاب واحيانا بسبب دفع شخص آخر مجاور يحاول النجاة بنفسه، ويقضي بعضهم غرقا في مياه غمرت الزورق او حرقا بخليط من البنزين وماء البحر او بسبب الانهاك والاجتفاف الناجمين عن الرحلة والاحتجاز والعنف في ليبيا. ولم يجد تعدد سفن الانقاذ التي تقوم باعمال الدورية قبالة ليبيا حيث ان الظروف التي يضع فيها المهربون المهاجرين من شانها ان تقضي على بعضهم في ساعات. وتكثفت حالات المغادرة في موجات هذا العام فاصبحت نجدة آلاف الاشخاص يوميا عملية صعبة. واصعب منها نجدة آلاف آخرين في اليوم التالي، مع توجه سفن النجدة الى السواحل الايطالية محملة بمن تم انقاذهم اليوم السابق.