بعد التعثر المستمر لمشاريع توسيع مقبرة سيدي سالم بالناظور و فشل الدعوات المتكررة للمحسنين لتدارك هذا الخلل، يحدث هذه الأيام ما كان الناظوريون يتوقعونه منذ فترة فقد إمتلئت مقبرة سيدي سالم عن آخرها و أضحت العائلات التي كان عليها دفن موتاها في الأسبوع الأخير أن تلجأ لمناطق ضيقة و هامشية بمدخل المقبرة لاتمام عملية الدفن إن ما يحدث حاليا فضيحة بكل ما في الكلمة من معنى فالأمتار القليلة المتبقية بمدخل المقبرة و التي كانت تخصص سابقا كمكان لركن سيارات قوافل التشييع أضحت مكانا للدفن و قريبا قد يتم اللجوء للطرقات الضيقة التي تفصل بين مجموعات المقابر كل هذا و للناظور برلمانيون و مجلس بلدي طويل و عريض و منتخب حديثا و أعيان و عائلات ميسورة و حوالي ملياري دولار مكدسة في الأبناك هذا و للمفارقة العجيبة التي يجب طرحها خصصت الحكومة المحلية لمليلية مبلغ 300 مليون سنتيم لإصلاح و تجديد المقبرة الإسلامية بالمدينة السليبة و قد أعلن إمبرودا رئيس الحكومة هذا الخبر أثناء زيارته 14 ماي الماضي للمقبرة قصد وضع الحجر الأساس للمشروع الجديد الذي سيسعى لتحديث تجهيزات المقبرة الداخلية و الخارجية و الطرق المؤدية إليها و التي ستكون جاهزة نونبر المقبل كما أعلن إمبرودا بالمناسبة عن الشروع في الدراسات لتوسيع المقبرة و سبب نقل هذا الخبر ليس البته إشهار سياسات حاكم مليلية و لكن عقد مقارنة مع الوضعية المزرية التي توجد عليها مقبرة سيدي سالم بالناظور و قبلها مقبرة إصبانن المغلقة فمقبرة سيدي سالم مثلا تنتظر منذ سنوات مشروع اصلاح توقف لعوز الإمكانيات الذي غطته بلدية الناظور بأن سعى رئيسها طيلة شهور لجمع تبرعات من المحسنين لترميمها و تحديثها دون أن تسفر هذه المجهودات لحد الآن على جمع ما يكفي للبدء بالمشروع أما مقبرة إصبانن فقد قامت جمعية اصبانن للتضامن و التنمية بمشروع مدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بتنظيفها و اصلاح حائطها لكن مع كل هذا فالتناقض غريب بين بلد اسلامي لا يستطيع اصلاح مقابره التي تحتل حيزا هاما في عقيدته و بين مدينة مسيحية بها أقلية مسلمة تلقى كل الدعم لتحويل مقبرتها لرمز للتضامن و الإندماج قبل أن تكون مثوى للموتى فهل يتعلم المسؤولون الناظوريون الدرس؟؟ إن أموات الناظور ينادون أحيائها فهل من مجيب؟؟ مقبرة إصبانن الناظورية صور من تدشين مقبرة المسلمين بمليلية