خضع لجلسات طقوس غريبة لمساعدته على نيل “مراتب متقدمة” في المجتمع و”التغلب على الخصوم” أفضت تحقيقات أمنية إلى كشف لغز الوفاة الغامضة لرئيس الجماعة القروية لافسو ( 54 كيلومترا جنوبالناظور)، المدعو قيد حياته علي الإدريسي، والذي عثر على جثته داخل حمام منزله يوم الخميس الماضي. واستنادا إلى معلومات حصلت عليها «الصباح» من مصادر متطابقة، فقد سعت «جهات» إلى إحاطة ملابسات هذه الوفاة بالكثير من التكتم، كما روجت حول القضية العديد من الروايات المتضاربة، بالنظر على المكانة الرمزية لرئيس الجماعة، وعلى اعتبار علاقة القرابة التي تجمعه بشيخ إحدى الزوايا المعروفة بالمنطقة، وعضويته بالمجلس الوطني لحزب الحركة الشعبية، قبل أن تكشف التحقيقات الأمنية أن الأمر يتعلق بأعمال سحر وشعوذة خضع لها الهالك «إراديا» من قبل شقيقة زوجته، كانت السبب في وفاته. وراجت أخبار استبقت مجرى التحقيق الذي باشرته المصالح الأمنية تحدثت عن وفاة قريب شيخ إحدى الزوايا الشهيرة بالمنطقة نتيجة اختناق نتج عن تسرب غاز البوطان أثناء استحمامه، في الوقت الذي كان العديد من المتتبعين يتداولون قصة تصفية حسابات بين الهالك وجهات مجهولة، غير أن الأمر، بحسب المصادر ذاتها، كان أبعد من ذلك، إذ أقرت شقيقة الزوجة أمام المحققين بأنها مارست طقوس شعوذة وسحر لطرد «الأرواح الشريرة»، وجلب «السعد» و»الحظوة» داخل المجتمع للهالك خلال عدة جلسات، استعانت خلالها بعدد من الأبخرة والطلاسم و»الضرب» في مختلف أنحاء جسمه. وأماطت الاعترافات ذاتها الكثير من الغموض عن مصدر العديد من الكدمات التي تمت معاينتها على الجثة أثناء إنجاز تقرير الطب الشرعي، إذ أكدت المتهمة أنها، في مناسبات عديدة، أخبرت الهالك ببعض التفاصيل المتعلقة بحياته اليومية، فاقتنع، بحكم تكوينه الصوفي، بقدرتها على جلب «قوى الخير» لمساعدته على نيل «مراتب متقدمة» في المجتمع و»التغلب على الخصوم»، وطرد «الأرواح الشريرة» باستعمال طقوس غريبة. وكانت المصالح الأمنية تنقلت إلى مسرح الحادثة، معززة بعناصر من الشرطة العلمية، حيث جرت معاينة حمام المنزل الذي عثر بداخله على الجثة، كما شملت التحقيقات الاستماع إلى عدد من أقارب الأسرة في محاولة لفك لغز هذه الوفاة التي استأثرت باهتمام جزء كبير من الرأي العام، بالنظر إلى ما حيك بشأنها من روايات متضاربة. واستنادا إلى المعلومات التي حصلت عليها «الصباح»، فقد تحصل المحققون على تفاصيل إضافية حول مختلف الطقوس التي كانت تقوم بها المتهمة من خلال تصريحات أدلت بها شقيقتها وأطفالها الصغار، ما ساعد إلى حد كبير على التقدم في التحقيق. وقادت التحريات التي باشرتها عناصر الشرطة القضائية إلى توجيه أصابع الاتهام إلى شقيقة زوجة الضحية، التي أقرت بأنها استعملت خرطوما لضخ كميات من المياه داخل جسده عبر فمه خلال ما قالت إنه جلسة ل»طرد الجن»، وشملت طقوس السحر والشعوذة نفسها قيامها بحلق شعر بنتين صغيرتين له لا يتعدى سنهما عشر سنوات، بواسطة أدوات حلاقة عثرت العناصر الأمنية على أعداد منها داخل المنزل نفسه. وأحالت المصالح الأمنية بالناظور، بعد استكمال تحقيقاتها، الزوجة وشقيقتها على النيابة العامة، التي أمرت بمتابعتهما بالمنسوب إليهما في حالة اعتقال، وإيداعهما السجن المحلي. عبد الحكيم اسباعي (الناظور)/عن الصباح عدد الإثنين 7 مارس