[email protected] لقد سبق لي وأن صورت بعض الأماكن من قلب منطقة أراس نواش ونشرتها على موقعي الفايس بوك وأريفينو.نت، فسألني بعض الأصدقاء المقيمين خارج المنطقة والمغرب نفسه السؤال التالي: هل هذه الأماكن توجد بأمريكا ؟ بعضهم يقصد الهوليوود. للأسف الشدشد ، فالإهمال الذي يطال هذه المآثر التاريخية الرائعة يضعنا بين مزدوجتين شاذتين ، إما أننا مجتمع غوغائي مادي بامتياز، وأم أننا معقدين ومنطوين على ذواتنا المريضة التي آمنت بمسلمات لا أساس لها من الدين ولا الإنسانية التي نظهر بمظهرها. فبشمال جماعة آث شيشار الذي يحده البحر المتوسط وتحديدا بمنطقة أراس نواش قبالة دوار ثيبوذا وإيفري ندونشت، توجد ، بل كانت توجد، والموجود الآن هو بقايا الإهمال ، تلكم البقايا التي صمدت في وجه التغيرات الطبيعية والغرائز الشاذة لأبناء هذا الوطن اللعين الذي لا يقيم لا أبناءه ولا ثرواته ولا سيادته ولا معنوياته بشكل عام. قلت بقايا حضارة استعمارية نسميها اليوم بالمآثر التاريخية، عجيبة البنية والبناء والمنظر الرائع والفائق الجمال الذي يحيط بها، ولابد أن السلطات المغربية تعلم بوجودها وبقيمتها المادية والمعنوية، حيث نجد قرب كل هذه المآثر ، مركز للقوات المسلحة الشبه عسكرية، يقوم على ” حراسة ” الشواطئ الشمالية ، ولست أدري مماذا يحرسها، هل من الدخلاء أم من المواطنين المغاربة؟ فهذه المراكز والأشخاص العاملين بها يعرقلون بشكل كبير السياحة في هذه الأماكن ، خاصة لدى النساء والعائلات بشكل عام، وزيادة على ذلك يقومون بهذه الأماكم كمقرات للسكن فيعلقون ملابسهم خارج المبنى وبذلك يضعون حاجزا أمام الإقتراب والتصوير ” فقد ناداني أحدهم وأنا أصور من حولي عند آخر نقطة في “رفنار” إلى الشمال فقال: ” ألبلاد ألبلاد أمتصورناش، وأتسائل أهذا هو منطق الكلام عند رجل الأمن المغربي؟ ” ، وقد أعتبر هؤلاء الأشخاص قليلي الأدب والأخلاق بسبب وقوفهم فرادى ومجموعات في الممرات وينظرون بشكل غريب في كل من تقدم من هذه المآثر، وهذا الفعل يعتبر إعاقة إذا ما أخذنا بعين الإعتبار نمط حياة المجتمع المحافظ بالمنطقة، فإذا كانت الدولة قد علمت بهذه الأماكن ، فنحن نتسائل باستغراب ونقول : ما سبب هذا الإهمال المتعمد ؟ أبسبب جغرافية الريق التي توجد بها هذه المآثر خاصة وتاريخ حزب الإستقلال مع الريف، أم بسبب انعدام الميزانيات للنهوض بها وبالطريق المؤدية إليها؟ فأنا أستنكر بشدة هذا الإهمال المقصود دون شك ، وأطالب من موقعي عامل الإقليم السيد العاقل بنتهامي بزيارة هذه الأماكن وتمكينها من ميزانيات خاصة لترميمها هي والطرق المؤدية إليها، كما أطالب وألح في طلبي هذا ضمن عدد كبير من المواطنين القاطنين بالمنطقة، لسحب هذه المراكز الخاصة بالقوات المسلحة واقتصار دورها في الحراسة فوق مياه الشواطىء فقط مثلما تفعل كافة البلدان المجاورة. كما أطالب السيد العامل بعرض رخص على المواطنين المحليين لإقامة دكاكين للمواد الأساسية بجوار هذه الأماكن ، تشجيعا للسياحة وطبعا بعد إزالة المراكز العسكرية تلك المراكز المشبوهة ، فنحن لسنا في حالة حرب !!