كادت حالة مرضية مستعجلة حضرت للمستشفى الحسني بالناظور الاحد الماضي 19 يوليوز أن تنتهي نهاية مأساوية لولا الألطاف الإلاهية حيث حضرت على وجه الإستعجال الاحد الماضي سيدة في حالة متردية جراء شكوك بإصابتها بأزمة قلبية و رغم تقديم الإسعافات الأولية لها بقسم المستعجلات فإن أطباء القسم بقوا حائرين أمام تلك الحالة المعقدة و ربطوا الإتصال مباشرة بطبيبة القلب المداومة قصد القدوم لمعاينتها خاصة و ان الحالة بدت غير مستقرة تماما، لكن هاتف الطبيبة كان مغلقا رغم تكرار المحاولات مع العلم أن الطبيبة المذكورة كانت في حصة مداومة منزلية و هي تقنية تبنتها وزارة الصحة مع الاطباء لتسمح لهم بعدم المداومة بالمستشفى مقابل إستعدادهم للقدوم له في الحالات الطارئة الحالة المتردية للسيدة المريضة و كون أحد أبناءها موظفا بالمستشفى ذاته دفع لإجراء محاولات أخرى غير رسمية بالإتصال بزوج الطبيبة و هو شخصية سياسية مشهورة بالمدينة فكان الوضع ذاته و هاتفه مقفل أيضا... مسؤولو المستعجلات الذين عاشوا لحظات حيرة كادوا يفقدون فيها الامل بنجاة المريضة ربطوا الإتصال أخيرا بأحد الأطباء المختصين بمرض السكري ليجدوه في طريق سفر و لكنه فضل العودة لمعاينة المريضة و هو ما حدث لتتحسن الحالة بعد ذلك... و لكن الخطير في هذا النوع من الحالات هو غياب حس المسؤولية لدى البعض مما يضرب مبدأ المداومة في الصميم و خاصة ما يسمى بالمداومة المنزلية و التي كانت وراء عدد من الكوارث و لعل أقربها للذهن قصة السيدة الحامل القادمة من العروي التي توفت لغياب مسؤول قسم تحاقن الدم المداوم بمنزله... إن على وزارة الصحة أن تكون أكثر حرصا على حياة المرضى من راحة الأطباء...و إلا فليقولوا لنا هل هي وزارة صحة عمومية أم وزارة راحة أطباء خاصة...