قبل الكلام المباح: قرائي الأعزاء، عمودي هدا كاد أن يحتجب إلى ما لا نهاية، لأن صاحبه كان سيفارقكم و يرحل إلى حيث لا رجوع أبدا لولا لطف الله... فبعد مرض عضال استعصى على بعض الأطباء تشخيصه، عشت أكثر من نصف شهر بين الهنا و الهناك، انتظر ساعتي... و بفضل الله تعالى، و حب أسرتي، و تضامن عدد غفير جدا من أصدقائي المقربين منهم و الزملاء، و بفضل أصدقاء أطباء مخلصين و مقتدرين الدين لازموا فراشي... أرادت مشيئة المولى أن أعود إلى أسرتي، و طلبتي، و أصدقائي، و قرائي.... و رغم أنني حاليا في فترة نقاهة لا أقف و لا أجلس , لا أنام إلا بفضل الأدوية و العقاقير، و جدت راحتي اليوم في ضخ بعض من دمي و عرقي في قلمي ليقف العمود وتعود ابتسامة “الاطفائي (كما في الصورة) و أعود إليكم كلكم أعزائي القراء، إلى اللذين يحبونني، و حتى إلى الدين احترفوا الهجاء لكثرة ما هجوني... و الكلام المباح عن صاحبة الجلالة المرقمة : سأحاول بموضوع اليوم مقاربة ظاهرة إعلامية جديدة كانت سيدة الملعب إبان استحقاقات 12 يونيو 2009. يتعلق الأمر بصاحبة الجلالة الرقمية (الصحافة الاليكترونية المحلية). وقبل عرض بعض التضاعيف الخاصة بالدور الطلائعي الذي تألقت بفضله صاحبتنا، ارتأيت التذكير بالظرفية السياسية العامة، أو بعبارة أدق، بالحالة الصحية لديمقراطيتنا، وأنماطها الاقتراعية... لقد أدرك الجميع إبان و بعيد استحقاقات شتنبر 2007 ، بأن قوانا السياسية من أحزاب تقليدية و معاصرة، و من مجموعات الضغط، و من لوبيات، و من مؤسسات المجتمع المدني، و من وسائل الإعلام ،و من رأي عام وطني و محلي...، تتحمل مجتمعة المسؤولية التاريخية المباشرة في إيصال ديمقراطية فتية إلى غرفة الإنعاش... و وعيا من الجميع بمأساوية الوضع، كان لا بد من نفض الغبار، و ارتداء زي الكشاف، و الانخراط الجماعي في العمل لانقاد ما يمكن انقاده، أي استعادة المواطن لمواطنته و وطنيته... و إنجاح تجربة يونيو 2009 ... كان لابد من تغيير الخطاب، و الأساليب الدعائية، و تقنيات التواصل... و من بين تقنيات التواصل العصرية التي وظفها أغلب لمرشحين و لأول مرة صاحبة الجلالة الرقمية (المواقع الالكترونية المحلية). توظيف تجاوز مجرد الإعلانات الاشهارية المدفوعة الأجر للتعريف الروتيني بالمرشحين و برامجهم، لقد تعبئت فأرة حاسوبية لموقعين اليكترونيين محلببن لإرباك حسابات كبار محترفي الانتخابات المحلية، اد تسللت (الفأرة) إلى معظم الكواليس عبر دهاليز مشروعة، فصنعت أحداثا، و علقت على أخرى، و فضحت تجاوزات، و باركت سلوكات...حتى أصبح العديد من مهندسي الانتخابات لا يتحركون إلا بمشورتها، و رضاها...(الفأرة). و لكثرة ما كانت تثيره الفأرة من قلاقل بين المرشحين خدمة للصالح العام، تحولت إلى ظاهرة إدمان، تتحكم في الفصول الأربعة للحملة على مدار الساعة، و تسقي الجميع الجرعة تلو الجرعة صباح مساء، جرعات تسبق قهوة الصباح، و حساء المساء...ٍربح الاستحقاق من ربح، أقصي من المنافسة من أقصي. لكن الفائز الأكبر و الوحيد هو الناظور... فتحية إجلال و تقدير لصاحبة الجلالة الرقمية ولكل جنود الخفاء الدين أناروا طريق فأرتها...