عبّر العشرات من الشباب ‘الحراقة' في تيسسميلت عن استيائهم، وتذمّرهم من غياب دور السلطات العمومية في ولايتهم للتكفل بهم، حيث وجّهوا رسالة جماعية عبر ‘الخبر' للمعنيين، يطالبون فيها بفتح مكتب لهم وإحصائهم ومساعدتهم على الاستفادة من قروض ومحلات تجارية في إطار 100 محل في كل بلدية على غرار ولاية تيارت المجاورة. أكدت هذه الفئة في رسالتها أنها لم تجد الآذان الصاغية لمشاكلها وانشغالاتها ولأوضاعها المزرية في ولاية تيسسميلت، واستنكروا تردّي ظروفهم الاجتماعية والاقتصادية، خاصة وأن ذات الولاية تفتقر إلى فرص التشغيل في مختلف القطاعات والمجالات. وأوضح هؤلاء بالقول ‘لقد بحثنا عن مكتب أو مصلحة في ولايتنا تهتمّ بنا ك'حرافة' ولم نجد لها أي أثر، فعددنا كثير، وبلدية لرجام وحدها تحصي العشرات من الحالات'. الشاب ‘الحبيب نبار' من لرجام، المولود سنة 1976، واحد من هؤلاء الشباب، قال ل'الخبر' ‘لقد عدت منذ سنة إلى مسقط رأسي، بعدما سلمتني السلطات الإسبانية إلى السلطات المغربية، كنت في منطقة مليلية، وقد قضيت 26 يوما في (سيلون) مدينة الناظور، أياما كانت جحيما. ومنذ عودتي وأنا أبحث عن منصب عمل أو إدارة تتكفل بمشكلتي لكن دون جدوى'. زميله الشاب ‘عبد القادر نافع' المولود سنة 1977، روى نفس المشكل الذي تعاني منه البقية في ولايتهم، حيث أكّد بقوله ‘أملك وثائق تثبت على أنني شاب حراف، لكني مازلت أصارع الفراغ الرهيب والبطالة منذ عودتي في سنة .2008 الجميع من هؤلاء الشباب يسمعون عبر وسائل الإعلام بالبرامج والمقترحات التي تقدمت بها وزارة التضامن الوطني لانتشال هذه الفئة من الضياع لكن لا يلمسون لها أي أثر في واقع بلدياتهم، في الوقت الذي أثمرت فيه هذه المبادرات في عدد من ولايات الغرب كعين تموشنت وتيارت. وقد سعت ‘الخبر' من جهتها للاتصال بالجهات المعنية، لمعرفة مدى اهتمام وتكفل السلطات المحلية بهذه الفئة، حيث اتصلت بمديرية التنظيم والشؤون العامة، لكن الرد كان كالتالي ‘لا علاقة لنا بهذا الملف، ربما الجهة المعنية بالأمر أكثر بذلك مديرية النشاط الاجتماعي'. بالمقابل قال رئيس مصلحة في مديرية النشاط الاجتماعي ‘لا نملك مكتبا أو مصلحة خاصة بهذه الفئة ولا علم لنا بالبرامج التي يتحدثون عنها في ولاية تيارت. فكل ما نقوم به نحن كمديرية، هو استقبال كل المواطنين سواء حرافة أو غير حرافة ونحاول الرد على انشغالاته. الشباب ‘الحراقة ‘ في تيسسميلت يناشدون الوصاية العليا بالتدخل، وإدماجهم للاستفادة من البرامج التي أقرّتها الحكومة لصالحهم.