[email protected] يتعجب الفرد منا حين يتفحص حال مدينتنا البائسة (الناظور)، وما كانت عليه طوال السنة من تهميش وإيقاف أشغال... ويستغرب لما يراه من حركية غير عادية في الأسبوعين الأخيرين الذين يسبقان الزيارة الملكية للمدينة. حيث يبدأ الجميع في إنجاز المشاريع التي تنتظر تدشين الملك حين قدومه. فهذه مجموعة تقوم بإصلاح الأرصفة أو تعبيد الطرقات، وهذه مجموعة خاصة بتشغيل النافورات، وتلك مجموعة تهتم بالتشجير... ويستغرب الفرد أكثر لما يحدث بعد مغادرة عاهل البلاد لمدينتنا، التي لا حظ لها سواء من جهة المخزن الذي يأبى إلا أن يخربها، أو من جهة أبنائها من رؤساء ومسؤولي الجماعات والمصالح... حيث تعود كل التعديلات إلى سابق عهدها. فتيبس الأشجار التي تم وضعها على الطرقات، وتقتلع الأرصفة لأن الأشغال لم تكن في المستوى، ويتم إيقاف مياه النافورات، وتبتدئ الحفر في الظهور في الطرق المعبدة والأرصفة المعدلة حديثا... لماذا يقوم المسؤولون بانتزاع الأشجار من أماكنها ووضعها على الطرق التي يمر منها الملك؟ لماذا هدر هذه الميزانية على الأشجار في كل سنة؟ لماذا لا يقومون بغرسها مباشرة بعد مغادرة الملك لتكون قد نمت حين عودته في السنة اللاحقة؟ ليكون المجلس البلدي بذلك قد حافظ على الشطر من الميزانية الخاص بزرع الأشجار كل سنة لخداع الملك، وحذفها بعد أيام بسبب يبسها أمام انعدام الجذور. لماذا لا يقومون بإصلاح ما يحتاج الإصلاح طيلة العام، من تعبيد طرق ورصف أرصفة وغرس أشجار... لتكون الأشغال في المستوى وتكون مدة فعاليتها طويلة؟ بدلا من الإسراع في القيام بالأشغال في الأيام الأخيرة فتكون الأشغال مغشوشة وسرعان ما تنهار كل الإصلاحات بعد شهور قليلة إن لم تكن أسابيع. كل من يسلك طريق الناظور تاويمة سيلاحظ إضافة المدار الطرقي (rond point) قبالة مرجان في ليلة واحدة، إذ استيقظ الناس ليجدوا المدار في مكان لم يكن فيه، فاستغربوا كيف تم تشييده في ليلة واحدة رغم ما يحتاجه من أسابيع لحفر الأرضية وإضافة الرصيف الدائري وزرع النباتات وتعبيد الطريق المحيطة بالمدار...؟ أليس الخوف من غضب الملك هو السبب؟ ساكنة الناظور تريد مشاريع تنجز على مدار السنة، لا مشاريع تنجز لأسبوعين لتضليل جلالة الملك، وتتداعى بعد مغادرته. تريد مشاريع حقيقية لا أشباه مشاريع. فهل هذا كثير؟ على الأقل إن ابتدأت المصالح في إنجاز التشجير والتعبيد والترصيف مباشرة بعد مغادرة الملك، فالوقت كاف (سنة كاملة قبل عودة الملك) لإنجاز أمور في المستوى ربحا للوقت واقتصادا للميزانيات. هو موضوع طويل ذو جذور ضاربة في القدم وفي العمق، لكن تكفي الإشارة إلى ما تم. فالخير في ما قل ودل. للأسف، تبقى هذه مجرد نافذة من النوافذ المطلة على واقعنا المر!!!