الرباط: عبد اللطيف حموشي يستقبل المديرة العامة لأمن الدولة بمملكة بلجيكا    بعد لقاء المفوض الأوربي مع بوريطة.. هل يلتزم الاتحاد الأوربي بشراكته الاستراتيجية مع المغرب عبر خطوات ملموسة تلبي تطلعات المملكة؟    الجزائر … تحتضن أعوانها في انفصال الريف    أخبار الساحة    ريال مدريد يعلن غياب فينسيوس بسبب الإصابة    «الأيام الرمادية» يفوز بالجائزة الكبرى للمسابقة الوطنية بالدورة 13 لمهرجان طنجة للفيلم    في لقاء عرف تفاعلا كبيرا .. «المجتمع» محور لقاء استضافت خلاله ثانوية بدر التأهيلية بأكادير الكاتب والروائي عبد القادر الشاوي    تكريم الكاتب والاعلامي عبد الرحيم عاشر بالمهرجان الدولي للفيلم القصير بطنجة        انعقاد مجلس للحكومة يوم الخميس المقبل    "الاتحاد المغربي للشغل" يقدم للحكومة ملاحظاته على مشروع قانون الإضراب ويرفض تقييد وتجريم هذا الحق الدستوري    بعد رفض المحامين الدفاع عنه.. تأجيل محاكمة "ولد الشينوية"    البنك الدولي: المغرب يتصدر مغاربيا في مؤشرات الحكامة مع استمرار تحديات الاستقرار السياسي    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الثلاثاء    الشرطة توقف مسؤولة مزورة بوزارة العدل نصبت على ضحايا بالناظور    الاتحاد الإفريقي يعتمد الوساطة المغربية مرجعًا لحل الأزمة الليبية    وسط صمت رسمي.. أحزاب مغربية تواصل الترحيب بقرار المحكمة الجنائية وتجدد المطالبة بإسقاط التطبيع    انتخاب عمدة طنجة، منير ليموري، رئيسا لمجلس مجموعة الجماعات الترابية "طنجة تطوان الحسيمة للتوزيع"    استئنافية فاس تؤجل محاكمة حامي الدين إلى يناير المقبل    جماعة أكادير تكرم موظفيها المحالين على التقاعد    صنصال يمثل أمام النيابة العامة بالجزائر    بورصة البيضاء تفتتح تداولات بالأخضر    الخطوط الملكية المغربية تستلم طائرتها العاشرة من طراز 'بوينغ 787-9 دريملاينر'    العالم يخلد اليوم الأممي لمناهضة العنف ضد النساء 25 نونبر    أرملة محمد رحيم: وفاة زوجي طبيعية والبعض استغل الخبر من أجل "التريند"    منظمة الصحة: التعرض للضوضاء يصيب الإنسان بأمراض مزمنة    تدابير للتخلص من الرطوبة في السيارة خلال فصل الشتاء    لماذا تحرموننا من متعة الديربي؟!    أسعار الذهب تقترب من أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع    النفط يستقر عند أعلى مستوى في أسبوعين بدعم من توترات جيوسياسية    "الكاف" يقرر معاقبة مولودية الجزائر باللعب بدون جمهور لأربع مباريات على خلفية أحداث مباراتها ضد الاتحاد المنستيري التونسي        إيرادات فيلمي "ويكد" و"غلادييتور 2″ تفوق 270 مليون دولار في دور العرض العالمية    تقرير: جرائم العنف الأسري تحصد امرأة كل عشر دقائق في العالم    تيزنيت: شبان يتحدون قساوة الطبيعة وسط جبال « تالوست» و الطريق غير المعبدة تخلق المعاناة للمشروع ( فيديو )    تقرير : على دول إفريقيا أن تعزز أمنها السيبراني لصد التحكم الخارجي    6 قتلى في هجوم مسلح على حانة في المكسيك    أونسا يوضح إجراءات استيراد الأبقار والأغنام    مدرب مانشيستر يونايتد يشيد بأداء نصير مزراوي بعد التعادل أمام إيبسويتش تاون    مهرجان الزربية الواوزكيتية يختتم دورته السابعة بتوافد قياسي بلغ 60 ألف زائر        استيراد الأبقار والأغنام في المغرب يتجاوز 1.5 مليون رأس خلال عامين    تحالف دول الساحل يقرر توحيد جواز السفر والهوية..    رياض مزور يترأس المجلس الإقليمي لحزب الاستقلال بالعرائش    تصريحات حول حكيم زياش تضع محللة هولندية في مرمى الانتقادات والتهديدات    الإمارات تلقي القبض على 3 مشتبه بهم في مقتل "حاخام" إسرائيلي    بسبب ضوضاء الأطفال .. مسنة بيضاء تقتل جارتها السوداء في فلوريدا    انطلاق حظر في المالديف يمنع دخول السجائر الإلكترونية مع السياح    جدعون ليفي: نتنياهو وغالانت يمثلان أمام محاكمة الشعوب لأن العالم رأى مافعلوه في غزة ولم يكن بإمكانه الصمت    تنوع الألوان الموسيقية يزين ختام مهرجان "فيزا فور ميوزيك" بالرباط    الصحة العالمية: جدري القردة لا يزال يمثل حالة طوارئ صحية عامة        كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة    لَنْ أقْتَلِعَ حُنْجُرَتِي وَلَوْ لِلْغِناءْ !    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قوم لوط هل تم نسفهم بانفجار نووي في وادي الأردن؟
نشر في أريفينو يوم 02 - 07 - 2009


هل تم نسفهم بانفجار نووي في وادي الأردن؟
خاص محيط
أبو مسلم العرابلي
نشرت الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب ملفا شائكا قدمه المفكر أبو مسلم العرابلي باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة تعرض من خلاله لحقبة خطيرة من تاريخ الإنسانية كثيرا ما ثارت حولها تفسيرات عديدة.
حيث قام العرابلي بعمل ما يمكن وصفه بقراءة بعين أخرى لمصير قوم نبي الله لوط الذين تحدث عنهم القرآن الكريم في عدة مواطن واستحوذت فعلتهم النكراء “إتيان الرجال من دون النساء” على تحقير عظيم حتى أنزل الله عليهم عقابا من السماء لا يعلم مداه إلا هو سبحانه وتعالى.
وقد ترددنا كثيرا قبل نشر الملف لخطورة ما به من معلومات وتفاسير واستدلالات، إلى أن استقر رأي هيئة التحرير على نشر الملف وترك الباب مفتوحا للتعليق عليه سواء من علماء الدين أو المفكرين وذلك لإثراء المناقشات حوله.
أوضح الباحث أنه سيقتصر في هذه الدراسة على ما ورد في القرآن الكريم فقط، وسيتناسى أي أخبار وصلت إلينا في وصف هذا الحدث عن طريق أهل الكتاب، لم يرد في حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ كسماع صياح الديكة في السماء مثلاً، أو وصف ما حدث لقوم لوط عليه السلام في التوراة على أنه بركان انبعث تحت قريتهم، وعدم الالتفات إلى تعدد قرى قوم لوط وتسمياتها، وأن امرأت لوط جاءها حجر قتلها عندما التفتت لتنظر ما حل بقومها ... لأن هذا الحدث لم تشهده العرب، ونقل إليهم نقلاً، أو القول فيه كان اجتهادًا.
أين تقع قرية قوم لوط؟
ومكان قرية قوم لوط معروفة لدى العرب لقوله تعالى: (وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ (137) وَبِاللَّيْلِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (138) الصافات، وقوله تعالى: (وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ(76) الحجر، وقوله تعالى: (وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا (40) الفرقان، فهي إذن تقع على طريق تجارتهم إلى الشام؛ وهي لا تصلح بعد الحدث للنزول فيها، فإما ينزلون قبلها ليمروا عليها في الصباح، وإما يكملون مسيرهم في الليل ليتعدوها لينزلوا فيما بعدها؛ فهي حول البحر الميت في شماله أو جنوبه القريبة من وادي الأردن، الذي اشتهر باسم بحيرة لوط.لقوله تعالى: (وَلَقَد تَرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ(35) العنكبوت. وقوله تعالى: (وَتَرَكْنَا فِيهَا آيَةً لِّلَّذِينَ يَخَافُونَ الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (37) الذاريات.
متى هلك قوم لوط؟
كان وقت هلاك قوم لوط عليه السلام بين نهاية الشتاء وبداية الربيع لقوله تعالى: (فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ (69) هود، وقوله تعالى: (فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ (26) الذاريات، والعجل لا يسمى في اللغة بهذا الاسم إلا في الشهر الأول من عمره، والقرآن الكريم لا يستعمل الأسماء إلا بدلالاتها، ويراعي سبب تسميتها، وولادة البقر تكون في العادة آخر الشتاء لتوفر العشب وعلف الأنعام في الربيع بعده، فتتمكن من إرضاع وإشباع مواليدها، وهذا الوقت مقصود لذاته لأنه لا تكون فيه تجارة، ولا يوجد في المنطقة إلا أهلها، فلا يقع العقاب إلا عليهم فقط.
أما الحدث نفسه فقد وقع في الصباح لقوله تعالى: (إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ (81) هود، (فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ (73) الحجر، (وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذَابٌ مُسْتَقِرٌّ(38) القمر، أما واختيار الهلاك في الصباح مع الشروق فيه حكمة من الله عظيمة، وفيه سلامة لغير أهل القرية.
كيف تم الحشر حتى لا يفارقوها؟
قبر نبي الله لوط
جاءت الملائكة متوجهين إلى بيت لوط عليه السلام في وضح النهار، على مرأى ومسمع من أهل القرية، وفي ريعان الشباب وصورة جميلة؛ ليزداد أهل القرية فتنة بهم فيجتمعون عليهم، فما أن انتشر خبرهم حتى توجه أهل القرية إلى بيت لوط عليه السلام؛ (وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ (77) وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ(78) هود، (وَجَاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ(67) الحجر، (قَالَ إِنَّ هَؤُلَاءِ ضَيْفِي فَلَا تَفْضَحُونِ (68) وَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ (69) قَالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَالَمِينَ (70) الحجر، (قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آَوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ (80) قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ ...(81) هود، فما كان من الملائكة إلا أن طمست أعين من حضر منهم بعد تجمعهم؛ (وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ(37) القمر، وظني أن هذه الليلة كانت آخر أيام شهر قمري ليعم عليه الظلام ويشتد، فبهذا الطمس ضمان بقائهم في داخل القرية.
ولا يرحل أحد بعيدًا عنها إلى العمل في حدائقها أو مزارعها أو لرعي أنعامهم، وليبقوا في طرقاتهم خارج بيوتهم لا يهتدون إليها سبيلاً، ولا يجدون مبصرًا يقودهم إليها، أو إلى أسفار لهم بعيدًا عنها، وهم يتهددون لوط ويتوعدونه في الصباح، وما يدرون أن الصباح عليهم لا لهم.
فهذا هو تدبير الله في إطباق الهلاك عليهم من دون الناس حتى لا يغادر منهم أحد... فكان تدبيرًا محكمًا ...ولم يكن في القرية من يخاف هلاكه معهم إلا لوط عليه السلام وأهله؛ (فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنْ الْمُؤْمِنِينَ(35)فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ(36)
لماذا أهلك الله قوم لوط؟
لقد اشتهر هؤلاء القوم برذيلة لم يسبقهم إليها أحد من قبلهم إلا الخنازير، قال تعالى: (قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ(32) الذاريات، (وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ) هود، (وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ (80) إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ (81) الأعراف.
لقد انتشرت الخنزرة (فعل ذكور الخنازير بعضها مع بعض) فيهم انتشارًا عمهم جميعهم، حتى أنهم عزفوا عن الزواج من النساء؛ (وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ(54)أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (55) النمل، وقال لهم: (أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنْ الْعَالَمِينَ(165) وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ(166) الشعراء، وقال لهم: (قَالَ يَاقَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ (78) قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ(79) هود.
وقطعوا على المارة الطريق فلا يمر في أرضهم غريب إلا اعتدوا عليه، وحتى أنهم يتخنزرون في مجالسهم وناديهم: (أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمْ الْمُنكَرَ...(29) العنكبوت، وضاقوا ذرعًا بتشنيع لوط عليه السلام عليهم فعلتهم القبيحة: (فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ(56) النمل، واستخفوا بعذاب الله بسبب إمهال الله لهم ليتوبوا، (قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنتَ مِنْ الصَّادِقِينَ(29) العنكبوت.
طوفان الهلاك لقوم لوط
يقول الباحث: لعل ما حدث لهم لا يدل على أنه بركان، ولو كان بركانًا لنسف القرية وذراها بعيدًا عن مكانها إن وقع تحتها، والبركان لا يحدث فراغًا في الأرض لتنهار فيه القرى، وإذا وقع بجانبها غطاها بالطفح الصخري المنصهر، أو بالرماد البركاني وليس بالحجارة ... وما حدث لهم في وصف القرآن لما حدث لا يدل على أنه بركان، وفي كلام الله تعالى خير وصف لما حدث، وهو الشاهد على ما حدث، وكان بأمره؛ (فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ (74) يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آَتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ (76) هود، (إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلَى أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (34) العنكبوت.
لماذا أمر لوط بعدم النظر خلفه؟!
أحد كهوف قوم لوط
لماذا لا يكون شيئًا آخر ؟! .. وما العذاب الذي يهلك الإنسان بمجرد النظر إليه؟
إنه الإشعاع النووي وحده الذي يخشى من النظر إليه، والتعرض له ... لقد أصبح معروفًا في عصرنا الحاضر؛ أن النظر إلى التفجيرات النووية مباشرة بالعين المجردة، يعمي الإنسان، ويحرق له شبكية العين .... فالذي حدث لقوم لوط هو تفجير نووي تحت الأرض حرق وصهر وبخر بشدة حرارته قسمًا من الأرض، ثم خرج من شق أو فتحة فوق الأرض، وارتفع في عنان السماء، وحمل معه قسمًا من باطنها، ليترك خلفه فراغًا هوت فيه القرية، لترتد عليها الحصباء من حولها، وحجارة الطين من فوقها، فأصبح عاليها سافلها ...
أما أكبر دليل عليه فهو عند الكشف عن حجارة طينية تعرضت لإشعاع ودرجة حرارة أضعاف ما تتعرض له من انفجار بركاني؛ لقوله تعالى عن الحجارة: (قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ(32) لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ(33) مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ(34) الذاريات، ومسومة أي معلمة على أنها للعذاب، فهي متضمنة لما أشرنا إليه.
ونعود للبشرى بإسحاق عليه السلام، لنقف وقفة عندها بهذا الحدث، فاسم إسحق جاء من مادة “سحق” ويقال للمرأة العجوز قد أسحقت؛ إذا كبرت سنها، وارتخى صدرها حتى نزل على بطنها من شدة كبرها؛ وعند ذلك تكون المرأة عجوزًا عقيمًا، وأبعد ما تكون عن الحمل والولادة .... فلما أسحقت أم إسحاق جاءت بإسحاق، فاسمه عليه السلام جسد معجزة من معجزات الله عز وجل، وكانت البشرى لها بواد سحيق هو أسحق الوديان في الأرض.
والسؤال: هل تعرضت أم إسحاق عليه السلام لقسط من الأشعة في المكان الذي وصلوا إليه، فكان فيه علاج لعقمها؟
أما إبراهيم عليه السلام فليس عقيمًا، وقد ولد له إسماعيل عليه السلام من قبل ذلك.
من ناحية طبية فإن التعرض للأشعة السينية ساعد بعض النساء على الحمل، وفتح الطريق أمام البويضات للوصول إلى الرحم، وقد أخبرني أحد الأطباء الذين درسوا في أوكرانيا؛ أن حالات من الحمل حصلت لنساء كبار في السن بعمر الخمس والخمسين سنة بعد انفجار المفاعل النووي تشرنوبل.
واختلفت البشرى لإبراهيم عليه السلام عن البشرى لامرأته، فالبشرى لأب قد يخشى أن يكون ولده من امرأته العجوز كأولاد المنغوليين الذين يولدون من نساء كبار تجاوزن الأربعين ... فكيف بعجوز عمرها ضعفي ذلك أو أكثر؟؟!! فتبشيره بغلام عليم، يزيل هذه المخاوف قبل أن تولد في النفس. ونفس الأب تطلب في الابن الفطنة والذكاء أكثر من الجمال.
وامرأته كذلك قد تخشى أن يكون ولدها ضعيفًا ضئيلاً، لا يطول عمره، ولا يكون له ذرية، وكأنه لم يكن، فلا يحقق لهما الاستمرار من بعدهما، فتُبشر بطول عمره إلى أن يكون له ذرية من بعده: (وَلَقَدْ جَاءتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُواْ سَلاَمًا قَالَ سَلاَمٌ فَمَا لَبِثَ أَن جَاء بِعِجْلٍ حَنِيذٍ (69) فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لاَ تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُواْ لاَ تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ (70) وَامْرَأَتُهُ قَآئِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ (71) قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (72) هود، .... إنه أمر الله.... ولا مرد لأمره.
نحت تصويري من الخيال لقوم لوط
(هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ (24) إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ (25) فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاء بِعِجْلٍ سَمِينٍ (26) فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ (27) فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ (28) فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ (29) قَالُوا كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (30) قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ (31) قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ (32) الذاريات.
البشرى لإبراهيم عليه السلام جاءت قبل ذكر ما يحل بقوم لوط عليه السلام
والبشرى بزوج إبراهيم عليه السلام جاءت بعد ذكر ما سيحل بقوم لوط
وكأن ما سيحل بهم من الهلاك فيه البشرى لها بعد طول العقم لها.
وقد تكون صورة تطبيق الحكم الشرعي في فاعلي (الخنزرة) أن تعمق حفرتهم، ويدفنون بالحجارة التي يرجمون بها؛ فهذا أقرب لما حل بقوم لوط عليه السلام، وكما فعلت بعض الدول وأكثر من ذلك، للتخلص من جثث المصابين بالايدز، من أصحاب الشذوذ الجنسي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.