على الرغم من التعاون والتنسيق الأمنيين بين إسبانيا والمغرب لمحاربة الهجرة السرية في السياجات الحدودية والمعابر الحدودية لمدينة مليلية المحتلة، إلا أن تحقيقا نشرته صحيفة "الباييس" الإسبانية، يوم أمس الأحد، كشف أن أكثر من 10 ألف لاجئ سوري تمكنوا من الدخول إلى الجزيرة الإيبرية من 2012 وإلى أبريل 2016، قاموا بذلك عبر مدينة مليلية المحتلة، مشيرة في نفس الوقت إلى أن 90 في المائة من هؤلاء لم يستقروا بإسبانيا، بل سافروا إلى ألمانيا وبلجيكا، في المقابل، اختاروا أغلب الذين علقوا بمدينة مليلية العودة إلى الداخل المغربي، حسب مصادر رسمية ومنظمات غير حقوقية. في هذا الصدد، أوضح التحقيق من بين 18 ألف لاجئا وصلوا بطريقة غير شرعية إلى إسبانيا، ما بين 2012 وأبريل الماضي، 10000 منهم قاموا بذلك عبر مدينة مليلية، دون الحديث عن سبتة، مبينا أن سنة 2015 سجلت أكثر عملية دخول للاجئين عبر مليلية انطلاقا من الداخل المغربي، إذ وصل الرقم 8000 لاجئا، في حين 1200 أخرى توزعت بين سنوات 2012 و2013، و2014، في حين سجلت الشهور الأربعة من هذه السنة دخول حوالي 400 مهاجرا. كما وصف التحقيق سياسة منع المهاجرين واللاجئين الأفارقة والسوريين من دخول مدينة مليلية المحتلة خدمة للأوربيين ب"العمل القذر"، على اعتبار أن المغرب لا يستفيد ماديا من هذا التعاون، بل يتعاون لأغراض سياسية، على عكس تركيا التي دفعت الأوروبيين مؤخرا إلى تقديم مساعدات مالية كبيرة لها مقابل منع تسلل المهاجرين واللاجئين إلى أوروبا. تجدر الإشارة إلى حوالي 150 مهاجرا غير شرعيا من إفريقيا جنوب الصحراء حاولوا يوم الجمعة الماضي القيام باقتحام جماعي للسياجات الحدودية لمدينة مليلية المحتلة، غير أن تدخل أجهزة الأمن المغربية حل دون ذلك، فيما تمكن فقط 7 منهم من الوصول إلى مراكز إيواء المهاجرين بمليلية.