افتتح السيد علي بلجراف رئيس مصلحة الشؤون التربوية اللقاء بكلمة أشار فيها إلى أن المغرب يعد رائدا في المنطقة، ببلورته وإعماله منهاجا دراسيا مندمجا للتربية على حقوق الإنسان منذ حوالي عشرين سنة، يتم تصريف المنهاج من خلال بعض المواد المقررة في التعليم الثانوي كالمواد اللغوية والفلسفة والتربية الإسلامية. مؤكدا أن مسألة التربية على المواطنة وحقوق الإنسان والتصدي للعنف أصبحت اليوم قضايا أساسية مندمجة بالحياة المدرسية بالمؤسسات التعليمية، كما أن المشروع 18 ضمن التدابير ذات الأولوية يؤكد على تعزيز قيم المواطنة والديمقراطية والمساواة بين الجنسين في المنظومة التربوية. لافتا النظر إلى أجرأة التدابير ذات الأولوية في مجال التربية على حقوق الإنسان تتم على مستويين إقليمي ومحلي، من خلال إحداث المرصد الإقليمي للقيم والمنسقية الإقليمية لمحاربة العنف والخلايا المحلية لهما في المؤسسات. كما أن تنظيم هذا الملتقى والموضوعات المبرمجة للورشات والقضايا المطروح للنقاش، يصب في نفس الاتجاه ويخدم نفس التوجهات التي لم تغفلها الرؤية الاستراتيجية لإصلاح المنظومة التربوية. خاتما كلمته بالتأكيد على أهمية الرهان على الأندية التربوية داخل المؤسسات التعليمية كآلية لاشتغال وتشغيل التلاميذ من أجل ترسيخ ثقافة حقوق الإنسان في المدرسة ومن خلالها المجتمع الحاضن لها وسائر الناس. بعد كلمات الترحيب وتقديم البرنامج، قدم العرض النظري الأول حول محاربة العنف ضد الأطفال، وتوزع المشاركون إلى مجموعتين، لتشكيل ورشتين: ورشة مناهضة العنف وحل النزاعات بالطرق السلمية؛ وورشة اتفاقية حقوق الطفل. يوم الثلاثاء 22 مارس، قام السيد حسان الناصري المكلف بتدبير المديرية الإقليمية بالناظور بتفقد اللقاء حيث ألقى كلمة توجيهية رحب فيها بالمؤطرين والمشاركين، مبرزا قيمة العروض المقدمة وأهمية الأوراش المقامة، مشيرا إلى أن الرهان على التربية الحقوقية ضامن لبلوغ أهداف شعار مدرسة النزاهة الذي أقرته الوزارة لهذه السنة، مؤكدا أن قيم التسامح ونبذ العنف وغيرها من القيم النبيلة تأتلف ضمن قيم المواطنة، والتربية على حقوق الإنسان تسهم في ترسيخها، لذلك أولت الرؤية الاستراتيجية للإصلاح التربوي في بلادنا أهمية خاصة لها ضمن خطط الإصلاح والتدابير ذات الأولوية. واصل الملتقى أشغاله بتقديم عرض حول مقاربة النوع الاجتماعي في الوسط المدرسي، إلى جانب ورشتي التربية على المواطنة والديمقراطية وقيم حقوق الإنسان؛ ودعم الإبداع في تعزيز قيم حقوق الإنسان. شارك في تأطير الورشات وتقديم العروض أطر مركز حقوق الناس/المغرب، الأساتذة أمينة مجدوب، العربي المنصوري، جمال الشاهدي، محمد حدادي، خالد بلمقدم وفخري جمال. واختتم اللقاء بتوزيع شهادات المشاركة على الحاضرين، بعد الاستماع إلى المقررين الذين تلوا على الحاضرين خلاصات الورشات والتوصيات التي اقترحها المشاركون وتتعلق بقضايا محاربة العنف في كل مظاهر الحياة الاجتماعية، وترسيخ حقوق الإنسان، وقيمة السلم والحوار في إرساء أسس المجتمع الديمقراطي الذي تسوده الحريات السياسية والثقافية وروح المسؤولية.