بعيدا عن «علاقة الحذر»، وأحيانا «علاقة التوتر» السائدة من حين لآخر بين الشغيلة التعليمية والنيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية، والتي لا تقبل النقاش أو التنازل أو التساهل كلما طفت بعض المؤاخذات أو الملاحظات المشروعة على النيابة الوصية سواء من جانب أسرة التعليم أو النقابات والمهتمين بالشأن التربوي، وما في كل ذلك إلا تداخلات صحية مرتبطة بالمسؤوليات والمصالح المحددة، والمؤكد أن «استراحة المحارب» تفرض أحيانا مساءلة المؤسسة الوصية إذا ما قامت بأعمال ومبادرات تستحق التنويه والاعتراف، ونشرها هو من باب التوازن مع الرأي الآخر و...حق الجميع في المعلومة والإعلام. تفلسف الأسطورة المحلية احتفالا باليوم العالمي للفلسفة الذي أقرته منظمة اليونسكو من أجل الوقوف على حالة الفكر الفلسفي في مختلف أوضاعه ومجالاته، في إنتاجياته النظرية كما في الممارسات البيداغوجية، ومساهمة في تفعيل مقتضيات إعلان الرباط الذي صدر عن المشاركين في الاحتفاء باليوم العالمي للفلسفة المنعقد بالصخيرات يوم 15 نونبر 2006، وبالخصوص المادة التي تؤكد على»الارتقاء بتعليم الفلسفة في جميع الشعب وبكل المستويات الدراسية»، إلى جانب استثمار نتائج أعمال المائدة المستديرة حول «تدريس الفلسفة بالثانوي:البعد التاريخي ورهانات الإصلاح»التي نظمتها المفتشية العامة للشؤون التربوية والمنسقية المركزية لمادة الفلسفة في 30 نونبر 2007، احتضنت مدينة خنيفرة، طيلة يوم السبت 27 دجنبر 2008، أشغال الندوة الإقليمية المنظمة في موضوع «الأسطورة المحلية كوسيط ثقافي لتمرين التلميذ على التفلسف»، افتتحت بكلمة النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية، لحسن الوردي، وحضر التظاهرة ذ. الباحث عبدالإله حبيبي، ثم ذ.المصطفى تاودي الذي قدم العروض المشاركة ولم يفته توجيه تهانيه إلى «كل محب للفلسفة، ومحب للحكمة، وكل محب للسؤال، سؤال الكيف؟ سؤال لماذا؟ سؤال المتى؟ ومم وما وأخواتها، سؤال الوجود سؤال المعرفة وسؤال القيم»، وبعد تبيانه لسياق الملتقى، استعرض مفهوم المنطلقات النظرية والفلسفية التي أسس عليها الأساتذة المشاركين تصورهم لعلاقة الأساطير المحلية التي تحكم متخيل التلميذ بتعلم التفلسف، والأساتذة المشاركون في «التظاهرة الفلسفية» هم ذ. فؤاد أعراب الذي شارك بمداخلة هامة حول «الأسطورة والفلسفة أو جدل العقل والوجدان»، ويندرج عرضه، بحسب ورقة خاصة بضيوف اللقاء، ضمن رؤية تروم إعادة قراءة تاريخ الفلسفة من خلال تسليط الضوء على بنية المتخيل كمحدد أساسي في تشكيل العقل، إلا أن هذا الأخير راهن منذ اللحظة السقراطية على شرعنة البناء المفهومي للعالم كنموذج للحقيقة، متنكرا بذلك للأسطورة والشعر والصورة والرمز كفعاليات ذهنية وطاقات وجدانية قادرة على التعبير عن القوى المتجددة للحياة، ثم ذ. حوسى أزارو الذي طرح من خلال «استثمار بيداغوجي للأسطورة المحلية في درس الفلسفة» كيف أن الرفع من مستوى تدريس الفلسفة وتجويده يمثل هما بيداغوجيا خاصا لكل الفاعلين في مجال التربية والتكوين يستهدف تعزيز مكانة الفلسفة كمادة دراسية في المدارس المغربية، وقد اختتمت التظاهرة بنقاشات وورشات وتوصيات. المواطنة وحقوق الإنسان وتفعيلا لمبادئ التربية على المواطنة وحقوق الإنسان احتضنت ثانوية فاطمة الزهراء بخنيفرة، يوم الأربعاء 31 دجنبر 2008، حفل توقيع اتفاقية شراكة بين النيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية وفرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، في مجال التربية على حقوق الإنسان عبر النوادي الحقوقية بالمؤسسات التعليمية، وهي المبادرة التي تأتي تثمينا للاتفاقية الموقعة مركزيا بتاريخ 08 مارس 2004 بين وزارة التربية الوطنية وثلاث منظمات حقوقية، وعلى هامش حفل التوقيع قدم عزيز عقاوي، عضو اللجنة الإدارية للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، عرضا حول موضوع «التربية على حقوق الإنسان : الأهداف والمنطلقات» تلاه نقاش مفتوح مع التلاميذ أعضاء النوادي، بينما قام رئيس الفرع المصطفى عداري بتأطير لقاء مفتوح مع تلاميذ إعدادية ابن عبدون في موضوع يهم التربية على حقوق الإنسان، وكان النائب الإقليمي قد ذكر بالاتفاقية المبرمة بين الوزارة الوصية والجمعية /المنظمة المغربية لحقوق الإنسان ومنظمة العفو الدولية، ومشيرا في هذا الصدد إلى تأخر النيابة في توقيع هذه الاتفاقية بخنيفرة، وقد جاء التوقيع في ضوء الاحتفال بالذكرى الستينية للإعلان العالمي قال النائب الإقليمي إنه جاء «نتيجة إيمان النيابة بأهمية الأندية الحقوقية بالمؤسسات التعليمية، وأن الرقي بهذه الأندية رهين بتأطير مؤطريها داخل المؤسسات»، مؤكدا بالتالي على «التزامه بتوفير كل الشروط والوسائل الضرورية» لغاية إنجاح هذا المسعى، وقد برمجت الجمعية لقاءات حقوقية من المرتقب تنظيمها بعدة مؤسسات تعليمية. دينامية الأندية التربوية وسعيا وراء بناء تكامل بين الأندية التربوية النشيطة على مستوى المؤسسات التعليمية بخنيفرة، نظمت النيابة الإقليمية للتربية الوطنية يوم 13 يناير 2009 لقاء موسعا حول «أندية المواطنة والتربية على حقوق الإنسان»، قدمت خلاله حصيلة الأنشطة المنجزة من طرف هذه الأندية، وسياقها وأهدافها وآلياتها ووسائلها، والمعطيات الإحصائية حولها واتفاقيات الشراكة المبرمة في مجالها، إلى جانب استعراض نماذج من بعض الأنشطة المنجزة، وخلال تقديم أشغال اللقاء تم الاستناد إلى بعض الخطب الملكية في مجال حقوق الإنسان، وانخراط المغرب في تكريس ثقافة حقوق الإنسان سياسيا ودستوريا، انسجاما مع التحولات الوطنية والإقليمية والعالمية، إدماج موضوع حقوق الإنسان والتربية على المواطنة ضمن مكونات المنظومة التربوية ببلادنا، ثم انخراط مكونات المجتمع المدني في تنمية ثقافة حقوق الإنسان في المدرسة المغربية، انطلاقا من أهداف التشبع بمبادئ وقيم حقوق الإنسان وتنمية مواقف إيجابية لدى التلاميذ نحو الذات والآخر، وتربيتهم على المشاركة في تدبير الشأن المحلي والوطني، مع تكريس احترام قيم التعددية والاختلاف والتسامح والتعاون والكرامة الوعي بالحقوق والواجبات، وفي عرض ثان تم استعراض الخلفيات المؤطرة لتدخلات الوزارة في موضوع حقوق الإنسان و المواطنة وتنمية السلوك المدني، وتوجهات قطاع التربية الوطنية في بلورة وتنفيذ مختلف البرامج، ثم حصيلة ما تم إنجازه وفق المعطيات المتوفرة، إلى جانب آفاق النهوض بأدوار منظومة التربية والتكوين في هذا المجال، ولم يفت الناشط الحقوقي أحمد كيكش الذي حضر اللقاء أن يقدم عرضا هاما حول دور الأندية التربوية في إشاعة قيم المواطنة والتربية على حقوق الإنسان، علما أن عدد أندية التربية على المواطنة وحقوق الإنسان بالمؤسسات التعليمية بخنيفرة بلغ 36 ناديا، منها 25 بسلك الابتدائي و5 بالثانوي الإعدادي و6 بالثانوي التأهيلي، يضاف إليها طبعا أكثر من 460 ناديا يشتغل على مجالات أخرى من قبيل البيئة والصحة والفنون التشكيلية والقصة والكتاب والإعلاميات والصحافة والرحلات والموسيقى وتجويد القران. تأهيل رياضة الغد وانطلاقا من دور الرياضة المدرسية في النهوض بأحوال الرياضة المغربية وتنميتها، وفي ترسيخ المواطنة الكريمة والغيرة الوطنية وبناء مجتمع سليم في صفوف الشباب والأجيال، علما أن الإقليم يزخر بطاقات شابة لها مؤهلات وتقنيات عالية يلزمها العمل والاهتمام حتى بالمدارس التي أنجبت فائزين بالبطولة وتأبطوا مستقبلا مفتوحا عندما جعلوا من مدينتهم تفرض نفسها لاحتضان مباريات إقليمية وجهوية، ولا شك في أن الرسالة الملكية للمناظرة الوطنية للرياضة كانت واضحة في دعوتها إلى إعادة «تأهيل الرياضة المدرسية والجامعية، اعتبارا لدورها الريادي في الاكتشاف المبكر للمواهب المؤهلة وصقلها، وأمام الإهمال الذي أصبحت تعانيه، فإنه أصبح من الملح جدا، الانكباب على وضعية هذه الرياضة المدرسية والجامعية بغية توسيع قاعدة الولوج إليها وتحسين تجهيزاتها التحتية وشروط ممارستها، في إطار شراكة نموذجية بين الفرق التأطيرية، داخل المؤسسات التربوية والهيآت الرياضية»، وفي إطار إقصائيات البطولة الوطنية المنظمة بمراكش أيام 25، 26 و27 يناير 2009، نظمت النيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية يوم 26 دجنبر الماضي البطولة الجهوية للعدو الريفي، وقد شارك في هذه التظاهرة الرياضية الكبرى التلاميذ والتلميذات المتأهلون في البطولات الإقليمية المدرسية التي نظمتها نيابات جهة مكناس تافيلالت، وعددهم 70 مشاركا، 35 منهم إناث و35 ذكور، ينتمون لفئات عمرية مختلفة، وبلغ عدد مسابقات هذه التظاهرة 10 مسابقات، بمشاركة 5 نيابات ينتمون لجهة مكناس تافيلالت، حيث تم وضع 30 ميدالية رهن إشارة المتنافسين، حصلت منها نيابة خنيفرة على 18 ميدالية (7 ذهبية و5 فضية و6 نحاسية)، وتم إشراك 29 بطلا من خنيفرة من أصل 60 بالبطولة الوطنية التي تحتضنها مراكش، فيما تم اختيار تلميذين للمشاركة في البطولة المغاربية بتونس.