بينهم شرطي متقاعد وآخر ظهر في شريط على اليوتوب صور قبل أزيد من سنة أمرت النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بالناظور، يوم الاثنين الماضي، بإيداع ثلاثة من رجال الأمن منتمين للمنطقة الأمنية بالمدينة ذاتها السجن المحلي، بعد متابعتهم في حالة اعتقال في قضيتين منفصلتين، من أجل تهم من بينها الارتشاء والتزوير والمس بنظم المعالجة الآلية للمعطيات. وفق معلومات حصلت عليها “الصباح” من مصدر مطلع، فقد أحيل اثنان من المتابعين “م.ش”، و”أ.أ” يوم الاثنين الماضي بعد انتهاء التحقيقات معهما بناء على قضية رائجة أمام فرقة الشرطة القضائية بالناظور بتاريخ 10 أكتوبر 2010، تتعلق بختم جواز سفر بدون سند قانوني مقابل عمولة مالية، بينما أحيل “خ.ك”، وهو عنصر من شرطة المرور يومين قبل ذلك في قضية أخرى تخص تورطه في عملية ارتشاء وثق لها بشريط بث على موقع يوتوب الشهير (أفرج عنه فيما بعد). وتعود تفاصيل القضية الأولى، إلى ضبط المسمى “ع.ب” وهو يحوز وثائق تعريف تخص الغير من بينها جواز سفر مغربي يضم بين صفحاته خاتم دخول صادر عن شرطة بني أنصار بتاريخ 15 شتنبر 2010، إذ تبين بعد البحث معه أن الجواز تم الحصول عليه بوساطة شخصين آخرين “ب.ع” و”ع.أ” قاطنين بمدينة بركان، حيث ألقي القبض عليهما بالمدينة ذاتها لوساطتهما في هذه العملية مقابل مبالغ مالية، قبل أن يفضي البحث معهما إلى اعتقال وسيط ثالث “م.أ”، ساكن بمدينة بني أنصار، أقر من جهته أن جواز السفر المذكور قد تم ختمه بوساطة منه والوسيط الثاني مقابل 8000 درهم، سلم منه 4000 درهم إلى الشرطي المسمى “م.ش”، بينما توصل الوسيط الثاني بمبلغ 3500 درهم، والثالث بمبلغ 500 درهم. وعلى ضوء هذه الاعترافات استمع المحققون إلى الشرطي المذكور، والذي تبين أنه قد حصل على التقاعد منذ عشرة أيام، حيث أنكر المنسوب إليه بدون حجية قانونية، قبل أن يحال وفق القرائن التي تدينه على وكيل الملك بموجب مسطرة متعلقة بالتزوير والاستعمال والمشاركة والهجرة السرية، بينما توبع الشرطي الثاني، “أ.أ” العامل بمركز حدود بين أنصار باعتباره واضع الختم بدون سند قانوني على جواز السفر، من أجل المس بنظم المعالجة الآلية للمعطيات، وفقا للمادة 6 من الفصل 607 من القانون الجنائي، والارتشاء. وأوضح المصدر ذاته، أن تحريك المتابعة في حق الشرطي الثالث “خ.ك” جاء على خلفية شريط بث على الإنترنت أخيرا، يظهر فيه متلبسا بتسلم ورقة نقدية من فئة 200 درهم من سائق سيارة ارتكب مخالفة مرورية، قبل أن يعيد إليه نصف هذا المبلغ. ويظهر في الشريط كيف تمكن السائق بمهارة فائقة من تثبيت هاتفه المحمول لتوثيق العملية، التي أكد بخصوصها الشرطي المذكور أثناء الاستماع إليه أنها تعود للفترة الصيفية من سنة 2009، قبل أن يتراجع عن سابق تصريحاته بعد البحث معه بمقر فرقة الشرطة القضائية. عبد الحكيم اسباعي (الناظور)