الأطفال الأكثر تضررا من استخدامه بسبب نمو دماغهم وجهازهم العصبي «إذا كانت هناك آثار صحية ضارة لاستخدام الجوال فهي غير واضحة في الوقت الحالي، وإن وجدت فسيكون الأطفال أكثر تضررا لأن جهازهم العصبي ما زال ينمو، ولذلك سيكون تأثر أنسجة الرأس للطاقة أكثر خاصة مع طول مدة التعرض. وتمشيا مع النهج التحوطي، نعتقد أن انتشار استخدام الجوال من قبل الأطفال أمر ينبغي تفاديه خاصة للأغراض غير الضرورية. ونوصي أيضا، على شركات صناعة الجوال أن تمتنع عن الترويج لاستخدام الهواتف الجوالة من قبل الأطفال». البيان الصادر عن فريق الخبراء المستقل عن الجوال, في تقريرهم الهواتف الجوالة والصحة، لعام 2000. تكنولوجيا الهاتف الجوال تقدمت كثيرا في القرن الحادي والعشرين. وقد اخترعت هذه الأجهزة في عام 1980، وتمكنت هذه التكنولوجيا من الوصول إلى كل مكان في العالم. ومع المنافسة العالية في الأسواق تتسابق الشركات الكبيرة في مواكبة أحدث التطورات، والآن يقيم الناس الجوال حسب ما يحتويه من مميزات، مثل نغمته، ولونه ونوعه وشكله، وإمكانية استخدام شبكة الإنترنت عن طريقه، والقائمة تطول. في الوقت الحالي أصبح كل فرد تقريبا يمتلك جوالا واحدا على الأقل إن لم يكن أكثر. فقد أصبح الجوال جهازا عمليا وتفاخريا في آن واحد. وأحيانا نجد أنفسنا نتساءل كيف كانت الحياة قبل اختراعه؟ فلا بد أنها كانت أكثر صعوبة. وبالرغم من وجود الكثير من العجائب في هذا الاختراع الصغير، فإذا ألقينا نظرة على الشوارع وكل الأماكن المختلفة فنحن نرى أطفالا صغارا يمتلكون جوالا خاصا بهم، وإذا لم يكن كذلك فهم ملمون بجميع وظائفه. فقد أصبح شائعا في أيامنا هذه أن يعلم الأطفال آباءهم كيفية إرسال رسائل نصية أو استخدام وظائف الجوال الأخرى. نشر أخيرا في جريدة «التايمز» اللندنية مقال أشار إلى أن عدد الهواتف الجوالة قد تضاعف إلى 50 مليون منذ عام 2000، وأن عدد الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و9 سنوات الذين يستخدمون الجوال قد تضاعف خمس مرات في الفترة نفسها. أما في أميركا فيقدر أن 40% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و 18 عاما يستخدمون جهازا لاسلكيا مثل الجوال أو جهاز الاستدعاء، وأن واحدا من كل ثلاثة مراهقين أميركين يستخدم الجوال. وفي دراسة أجريت في أستراليا فقد أوضحت النتائج أن 80 ألف طفل بين 5 و9 سنوات يملكون جوالا و50% منهم تتراوح أعمارهم بين 13 إلى 15 عاما. * كيف يعمل الجوال؟ تعمل الهواتف الجوالة بنقل إشارات الموجات الكهرومغناطيسية إلى محطات التقوية المخصصة لاستقبال وإعادة إرسال هذا الموجات. فالهاتف الجوال مثل الأجهزة اللاسلكية الأخرى، إذ ترسل وتستقبل الموجات المنبعثة، المكالمات والنصوص، والإنترنت، وتنزل رسائل البريد الإلكتروني. وبإمكان محطات التقوية أن تكون منتشرة في كل الاتجاهات، لذلك عندما يعمل الجوال فهو يرسل موجات في كل الاتجاهات للبحث عن أقرب محطة تقوية، مما يعني أن نسبة عالية من الموجات الميكرويفية المنبعثة ستكون موجهة لمستخدم الجهاز وخاصة رأسه. وعادة ما تخترق موجات الراديو الموجهة نحو الرأس بضعة سنتيمترات داخل أنسجة الجسم، وغالبا ما تمتصها الأنسجة، وتنتقل الطاقة الموجودة في هذه الموجات إلى الأنسجة. فعند استخدام الجوال لفترة طويلة قد يشعر مستخدم الهاتف بحرارة في رأسه، ويرجع ذلك إلى أثر ارتفاع مستوى الطاقة في الأنسجة. * مخاطر الجوال ما هي المخاطر المرتبطة بأجهزة الجوال؟ لا تزال تقنية الجوال جديدة نسبيا. ولذلك نجد العلماء والباحثين في جميع أنحاء العالم يجرون الدراسات والأبحاث في محاولة لفهم آثار هذا الجهاز الصغير. النتائج التي توصلت إليها هذه الأبحاث مزعجة ومثيرة للقلق على حد سواء : تشير دراسة استمرت لمدة 10 سنوات في السويد إلى أن الذين يستخدمون الهاتف الجوال بكثافة أكثر عرضة من غيرهم، إلى تطوير أورام غير خبيثة في الأذن والمخ. • في دراسة أجرتها كلية الطب في جامعة الملك سعود وجدت علاقة بين الصداع، الإرهاق، والدوار واضطرابات النوم والتعرض للموجات الكهرومغناطيسية التي يبعثها الهاتف الجوال. وما هو الخطر بالنسبة للأطفال؟ في ديسمبر (كانون الأول) 2000 نصحت أكاديمية طب الأطفال الألمانية الآباء والأمهات للحد من استخدام الأطفال للهواتف الجوالة. أشار معهد العلوم والسياسة العامة في فرجينيا، في أميركا، إلى أن هناك مخاطر خصوصا بالنسبة للأطفال، وذلك لأن البحوث أظهرت أن الموجات الكهرومغناطيسية تتوغل أكثر في رأس المراهقين والأطفال، مما يجعلهم أكثر عرضة للتضرر من هذه الموجات مقارنة مع البالغين. وفي دراسة أجراها الدكتور مايكل كليسين في معهد لتشخيص الأعصاب في أسبانيا، تبين أن مكالمة واحدة مدتها دقيقتان فقط يمكن أن تغير النشاط الكهربائي لدماغ الطفل لمدة تصل إلى ساعة بعد ذلك. وقد وجد أيضا أن موجات الميكرويف توغلت في عمق الدماغ وليس فقط حول الأذن. الخطر بالنسبة للأطفال هو أن أدمغتهم ما زالت في طور النمو، والجمجمة لم تكتمل بعد، فهي رقيقة مقارنة بجماجم الكبار. لهذا السبب، يمكن أن يكون التعرض لحزمة ضعيفة من هذه الموجات ضار لأن أنسجتهم يمكنها امتصاص الموجات ثلاث مرات أكثر من البالغين. وأظهرت البحوث والدراسات أيضا أن مزاج وقدرة الأطفال على التركيز يمكن أن يتأثرا نتيجة استخدام الجوال. بالإضافة إلى الآثار الصحية، فعن طريق الهواتف النقالة، قد يتمكن الأطفال من استخدام الإنترنت من دون رقابة، مما يمكنهم من دخول مواقع لا تناسب سنهم. ويمكن أن يتعرض الأطفال أيضا إلى الترويع عن طريق الرسائل النصية من قبل الأطفال الآخرين، والتي قد تؤدي إلى ترهيبهم أو زعزعتهم عاطفيا. * فوائد الجوال هل هناك فوائد لاستخدام الهواتف الجوالة للأطفال؟ أكثر ما يقلق الوالدين هو صحة الأطفال وسلامتهم. فمن الشائع استخدام الجوال كوسيلة للاتصال الأطفال بآبائهم في حالة الطوارئ، والعكس صحيح. ففي دراسة أجريت في أستراليا علي سلامة الأطفال بينت أن السبب الرئيسي في أن يعطي الآباء أبناءهم هاتفا جوالا، كان للاطمئنان عليهم. في الواقع إن الجوال يمكن أن يكون منقذا للحياة في حالة الطوارئ. ويمكن أيضا أن يكون وسيلة تمكن الوالدين من أن يكونا على اتصال دائم مع أطفالهم. * دور الوالدين في بعض الأحيان كوالدين نواجه قرارات صعبة تخص أسرنا. وأحد هذه القرارات مسألة ما إذا كان ينبغي أن نسمح لطفلنا أن يكون له جوال. ومما يؤسف له أن اقتناء جوال أصبح حلما لمعظم الأطفال، كما أنهم يريدون أن يكونوا مثل غيرهم من أقرانهم. ويصبح السؤال هو كيف يمكننا حماية أطفالنا من آثار الجوال؟ هل ينبغي علينا أن نجاري أطفالنا؟ أم علينا أن نفعل ما نراه الأفضل والمفيد لهم؟ يقول السير وليام ستيوارت رئيس جمعية تقدم العلوم البريطانية، إنه «على الرغم من أنه لا يوجد دليل على أن الجوال غير آمن، ولكن إذا كانت هناك مخاطر، ونحن نعتقد أنها موجودة، فإن أكثر الناس تضررا هم الأطفال، وكلما صغر الطفل سنا كلما زاد الخطر». فقبل أن تأخذ القرار النهائي تأكد أنك نظرت ووزنت كل الجوانب سلبية كانت أم ايجابية. 4 مقترحات للحد من أضرار الهاتف المحمول على الأطفال 1. معظم البحوث توصي بألا ينبغي للأطفال في أعمار تقل عن 8 سنوات استخدام الجوال على الإطلاق. 2. يجب إبقاء الجوال بعيدا عن الأطفال والنساء الحوامل، وذلك لأن الآثار المتولدة عن طاقة الموجات الكهرومغناطيسية يمكن أن تؤثر عليهم. 3. تأكد من توضيح مخاطر الجوال لأطفالك، وإن كان لديهم جوالا تأكد من تقليل مدة المكالمات، أو بالكاد يستخدم لحالات الطوارئ. 4. سماعات الأذن تقلل كمية الطاقة التي يتعرض لها الدماغ بنسبة 98%، ولكن من المهم إبقاء الجوال بعيدا عن الجسم. عن جريدة الشرق الأوسط