تعددت الدراسات العلمية التي تناولت الهاتف المحمول وآثاره الصحية، والذي بلغ عدد مستخدميه من المغاربة حوالي عشرين مليونا، بين التي تحذر من كون موجاته الكهرومغناطيسية تأثر على صحة الأفراد، وبين أخرى تنفي عنه هذا الأمر، وتعتبر استعماله يخلو من أي مخاطر. آخر هذه التحذيرات جاءت من فرنسا، حيث وجه عشرون عالما نداء عبر صحيفة «لو جورنال دو ديمونش» الفرنسية ضد المخاطر التي تنتج عن استعمال الهاتف المحمول، ولا سيما على الأطفال ممن هم دون سن الثانية عشرة، مؤكدين أن ضميرهم المهني يحتم عليهم التنبيه إلى خطر استعمال الهاتف المحمول حتى وإن لم توجد بعد دلائل قاطعة. وقال الدكتور تيري بويي، اختصاصي السرطان في مستشفى أفيسان بفرنسا: «إما أن نبقى مكتوفي الأيدي ونسكت على الخطر الوارد، أو نعترف بوجود مجموعة من الظواهر العلمية المُريبة، فنكون على الأقل قد نجحنا في تنبيه الناس إلى خطر محتمل»، أما البروفسور هنري بوجول، مدير الرابطة الوطنية الفرنسية لمكافحة السرطان، فهو ينبه إلى ضرورة مضاعفة الحذر مع فئة المراهقين والأطفال الذين أصبحوا يستعملون الهواتف النقالة في سن مبكرة أكثر فأكثر، حيث إن نسبة خطر الإصابة بسرطان المخ عند هؤلاء تكون مرتفعة جدا. وعلى ما يبدو فإن العلماء اتفقوا على أمرين، هو أنه لا يوجد دليل قاطع حول الضرر الذى يلحقه الهاتف المحمول، لكن، هناك احتمال قائم بأنه قد يساهم في الإصابة بمرض السرطان في حال استخدامه على المدى الطويل خاصة لدى الأطفال. وهو الرأي نفسه الذي يشاطرهم إياه الدكتور حسن الريحاني، رئيس قسم الأنكولوجيا بمستشفى مولاي عبد الله بالرباط، والذي يؤكد أنه لا توجد دلائل علمية قاطعة تجزم بالأضرار التي تسببها الموجات الكهرومغناطيسية الصادرة عن الهاتف المحمول في المخ بالنسبة إلى البالغين، لكن «يبقى الحذر واجبا»، أما بالنسبة إلى الأطفال تحت سن الثانية عشرة، فيؤكد الريحاني أن الدراسات بينت أن هذه الفئة هي الأكثر تأثرا بإشعاع المحمول لكون دماغها ما زال في طور النمو، كما أن جماجمهم أقل سمكا، وهو ما يجعل من السهل على هذه الموجات أن تخترق وتصل إلى أدمغتهم، لذلك «فيمنع على الأطفال استخدام الهاتف المحمول في استقبال والقيام بمكالمات هاتفية». غير أن الدكتور الريحاني يرى أن على المراهقين أيضا التقليل ما أمكن من استعمال الهاتف المحمول. لكن من جهة أخرى، هناك من العلماء، رغم كونهم قلة، من لا يرون أن في استخدام الهاتف المحمول أي ضرر على الصحة، فقد سبق وأعلن العلماء بالحكومة البريطانية عن عدم وجود أدلة تشير إلى إضرار الهاتف المحمول بالصحة العامة. غير أن العلماء شددوا على ضرورة إجراء مزيد من الأبحاث قبل أن يؤكدوا أن استخدام الهاتف المحمول لا يمثل خطرا على الإطلاق. نصائح لاستعمال الهاتف النقال - تجنب حمل الهاتف النقال على الجسم ولاسيما بالقرب من القلب، حيث يعد هذا العضو حساسا لموجات المحمول، وإنما ينبغي حمل الجهاز في حقيبة يد بعيداً عن الجسم (بما لا يقل عن 50 سنتمترا). - قلل من مدة المكالمة إلى أقصر وقت ممكن، حيث إن هذا الجهاز لا ينبغي استعماله في الدردشة أو المكالمات الطويلة، ويجب إقفاله في الليل أثناء النوم. - استخدم السماعات الخاصة بالجهاز، للرد على المكالمات بصفة دائمة لكونها تقلل إلى حد كبير من مخاطر التعرض لهذه الموجات. - يحظر على الأطفال وكبار السن استعمال الهاتف المحمول نظراً لأنهم أكثر قابلية للتأثر بالموجات الكهرومغناطيسية. - لا تستعمل الهاتف النقال في الإجابة عن مكالمة أثناء شحن البطارية. لا تستعمل الهاتف عندما تكون الشبكة الهاتفية ضعيفة. - لا تستعمل الهاتف في السيارة، القطارات، الحافلات، والمصاعد لأن الهواتف في هذه المناطق تبعث بأقصى ما عندها من إشعاعات فتحدث ظاهرة «انعكاس» لعملية انبعاث الإشعاعات بحيث تعود هذه الأخيرة على الشخص المستعمل للهاتف. - استخدم الرسائل القصيرة وليس الاتصال المباشر، لأن ذلك يحد من فترة التعرض والقرب من الجهاز.