مازال استخدام الهاتف المحمول يثير سجالا كبيرا في العالم بأسره حول علاقته بالإصابة بمرض السرطان،رغم السنوات العديدة التي مرت على استغلاله كأداة للتواصل، حيث شرع في الاستفادة من خدمات هذا الجهاز منذ تسعينيات القرن الماضي. وتعرف تقنياته تطورا كبيرا يترافق مع العديد من الدراسات العلمية التي تسلط الضوء على علاقة استخدامه لمدد طويلة وبشكل مكثف بأمراض كثيرة، أهمها السرطان. ويذكر أن الهاتف المحمول يعتمد على استعمال المجال الإلكترومغناطيسي عن طريق بعث إشعاعات إلكترومغناطيسية تم تصنيفها، من طرف بعض العلماء،كإشعاعات قادرة على الإصابة بداء السرطان, مما دفع بالعديد من العلماء الفرنسيين إلى دعوة الناس إلى التخلي عن استخدامه. وفي المقابل نفى الدكتور جليل عبد الواحد، بروفيسور رئيس مصلحة جراحة السرطان بالمعهد الوطني للانكولوجيا محمد بن عبد الله، أن تكون هناك دراسة علمية تؤكد أن الهاتف النقال يسبب السرطان، مؤكدا أن استخدامه المفرط لا ترافقه أي إصابات بمرض في السرطان، قد يكون ذلك الاستخدام المبالغ فيه هو السبب الرئيسي عنها، كما لم يثبت علميا أنه قد يكون عاملا مساهما في الإصابة به . ويشار إلى أن أعضاء الجسم القريبة من الهاتف تقوم بامتصاص أغلب الإشعاعات، وفي هذا الصدد، أكد البروفسور جليل عبد الواحد، أن هناك احتمالا لأن يكون الهاتف المحمول عاملا مساهما،ضمن عوامل أخرى، في الإصابة بمرض السرطان، لكنه شدد بالمقابل على أنه ليس بعامل مباشر للإصابة به. وجوابا عن سؤال حول ما إن كانت قد أنجزت دراسات تبحث إمكانية وجود علاقة بين الاستخدام المتكرر للهاتف المحمول وظهور مرض السرطان، أكد البرفسور جليل أنه ليست هناك دراسة مغربية بهذا الشأن، كما أنه ليست هناك حاجة ملحة إلى القيام بمثل هذه الدراسة طالما أن المعهد الوطني للأنكولوجيا لم يستقبل حالات إصابة بالسرطان . ويعرف استخدام الهاتف المحمول بالمغرب إقبالا متزايدا منذ ظهوره، فعدد المغاربة التي الذي يستخدمونه يتجاوز 21 مليونا فقد وصل عدد زبناء شركة ميديتيل إلى 7.1 ملايين زبون، 6.8 ملايين بالنسبة إلى بطائق الدفع المسبق و300 ألف مشترك، حيث ينضاف إلى أسرة ميديتيل نحو 150 ألف زبون لبطاقات الدفع المسبق شهريا كما ينضاف إليها نحو 5 آلاف مشترك. أما منافستها اتصالات المغرب فواصلت ريادتها على مستوى عدد الزبناء، حيث وصل عدد زبنائها حتى نهاية يونيو 2008 إلى 14.2 مليون زبون بزيادة وصلت على 21.3 في المائة مقارنة بنفس الفترة من السنة الفارطة. هذا، واستطاعت اتصالات المغرب أن تستحوذ على 66.41 في المائة من سوق الهاتف المحمول بالمغرب. ويذكر أن عددا من العلماء الفرنسيين، يترأسهم البروفسور دافيد سيرفان سشيربير، سبق لهم أن طالبوا بالاستخدام المحدود للهاتف المحمول. وللإشارة، فقد استطاع الهاتف المحمول أن يصبح آلة حيوية بالنسبة إلى المغاربة وأن يحقق للشركات المتنافسة في حقل الاتصالات بالمغرب أرباحا مهمة، فرقم معاملات اتصالات المغرب مثلا ارتفع بنسبة 10 في المائة خلال الجزء الأول من سنة 2008 مقارنة مع نفس الفترة من السنة الفارطة، مسجلا مبلغ 14.3 مليار درهم بفضل الارتفاع الذي حققه الهاتف النقال.