عبر عدد من سكان حي بير الشعيري عن استنكارهم لإقدام إحدى شركات الاتصالات على نصب برج لشبكة تشغيل الهاتف النقال فوق سطح أحد منازل الحي، كما أدان السكان قيام السلطات بالترخيص للشركة المذكورة بنصب البرج فوق سطح إحدى البنايات رغم ما يشكله ذلك من مخاطر على صحة السكان وفق تصريح بعضهم لشبكة طنجة الإخبارية. ويعتبر هذا البرج الذي تم نصبه مؤخرا واحدا من بين عشرات أبراج شبكات تشغيل الهاتف النقال بمدينة طنجة، والتي تشغل حيزا داخل التجمعات السكنية، أبرزها تلك الموجودة بمنطقة الشرف والعوامة والسواني. وهو ما يعتقده السكان يشكل خطرا على صحتهم من خلال الأشعة المنبعثة منها. وقد عرف النقاش حول مخاطر الأشعة المنبعثة من هذه الأبراج من أضرار على وظائف المخ والجهاز العصبي استمرارا لوقت طويل سواء داخل المغرب وخارجه. وفي سنة 1996 بدأت منظمة الصحة العالمية الاشتغال في مشروع واسع (المشروع الدولي للمجالات الكهرومغناطيسية) يهدف لدراسة الآثار الصحية للمجالات الكهرومغناطيسية في مدى ترددات من 0 إلى 300 "جيجا هيرتز"، ويتوقع أن يعلن عن النتائج التي توصل إليها خلال الأسابيع القليلة المقبلة حيث من المقرر أن يصدر عن المشروع أربعة تقارير أساسية متضمنة المجالات الاستاتيكية ومجالات الترددات المنخفضة جدا ومجالات الترددات الراديوية، كما يفترض أن يتضمن التقرير الرابع سياسات إدارة وإجراءات الأمان الصحي التي يجب اتباعها. أما في المغرب، ما زالت وزارة الصحة تلتزم الصمت حيال تضارب الأراء حول مضار الهاتف النقال باستثناء مذكرة "يتيمة" لمديرية محاربة الأمراض الوبائية تؤكد عدم ثبوت أية إصابة لحدود الساعة، ومذكرة مماثلة لوزارة الداخلية تحث ولاة وعمال المملكة على تسهيل تثبيت الأبراج على سطوح المنازل وتقديم كافة التسهيلات الضرورية من أجل ذلك. ومع ذلك فالأمر لا يخلو من تعقيد حين يسعى البعض من ملاك المنازل إلى توقيع اتفاقيات مع شركات التبيث طمعا في مبالغ مالية تقدر ببضع آلاف من الدراهم شهريا الأمر الذي يقابله في غالب الأحيان الجيران رفض قاطع من الجيران، وفي بعض الحالات إلى مشادات لاتنتهي إلا بتدخل السلطات المحلية وتوقيف أشغال التثبيث في انتظار غفلة أحد الطرفين. صور المرحلة الأولى لتركيب برج الإتصال